اسم الکتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية المؤلف : دودو ابو العيد الجزء : 1 صفحة : 62
صرح بي الأحنف عن الحسين، عند ما طلب منه الحسين المشاركة في حربه: «لقد اختبرنا أهل أبي الحسن (بن علي) ، فلم نجد فيهم لا موهبة الحكم و لا جباية المال و لا استعمال الحيلة في الحرب» [4] . و كان الفرزدق قد قال للحسين بن علي عند ما التقى به و سأله عن أهل الكوفة:
«قلبهم معكم، و سيفهم ضدكم و النصر في السماء» [5] .
كان الإمام علي رجلا، صاحب مبادئ صارمة لا تتغير. و كان الورع و احتقار الملذات الدنيوية، اللذان سادا أيام النبي و خليفتيه، قد خفا أو اختفيا أيام الخليفة الثالث. فزاد عدد الناس، الذين كانوا يملكون ألفا من العبيد و البضائع و فائضا من العقار و الأموال [6] . كان ديوان علي يختلف عن ذلك كثيرا، فقد طلب منه ذات يوم عقيل، أخوه، مبلغا من المال لأداء ما عليه من دين، لكنه لم يستطع الحصول على شيء منه، لأن مدخول علي لم يكن يكفي لذلك و لم يكن من حقه أخذه شيئا من بيت المال العام. و عندئذ اتجه عقيل إلى عدو أخيه، الذي لم يكن لديه ما هو أعز عليه من شراء الذمم و الضمائر [7] . و بلغ من تقوى علي أنه أراد أن يعدم ابن الخليفة الثاني، الذي أراد أن يأخذ ثأر قاتل أبيه، و هو فارسي ضعيف الإيمان، و من زوجته و ابنته [8] . فكان على من يريد المال و الجاه أن يتوجه إلى معاوية، و من يبحث عن الجنة و التقوى أن يذهب إلى علي ليجدهما عنده.
نجد مثل هذه الحكايات و أمثالها في كتب التاريخ، و هي تبين لنا