اسم الکتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية المؤلف : دودو ابو العيد الجزء : 1 صفحة : 273
سمعنا أن مستلمي الرسائل قد حملوها إلى أحمد بن إسحاق [58] و إنه بعث بها في لفّة كتاب إلى الإمام. و سرعان ما وصل منه الجواب الآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم أتاني كتابك أبقاك الله و الكتاب الذي أنفذته درجة و أحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على اختلاف ألفاظه و تكرر الخطأ فيه و لو تدبرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه و الحمد لله رب العالمين حمدا لا شريك له على إحسانه إلينا و فضله علينا أبى الله عز و جل للحق إلا إتماما و للباطل إلا زهوقا و هو شاهد علي بما أذكره ولي عليكم بما أقوله إذا اجتمعنا ليوم لا ريب فيه و يسألنا عما نحن فيه مختلفون إنه لم يجعل لصاحب الكتاب على المكتوب عليه و لا عليك و لا على أحد من الخلق جميعا إمامة و لا طاعة و لا ذمة و سأبيّن لكم جملة تكتفون بها إن شاء الله تعالى.
يا هذا يرحمك الله إن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا و لا أهملهم سدى بل خلقهم بقدرته و جعل له أسماعا و أبصارا و قلوبا و ألبابا ثم بعث إليهم النبيين عليهم السلام مبشرين و منذرين يأمرونهم بطاعته و ينهونهم عن معصيته و يعرفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم و دينهم و أنزل عليهم كتابا و بعث إليهم ملائكة يأتين بينهم بين من بعثهم إليه بالفضل الذي جعله لهم عليه و ما آتاهم من الدلائل الظاهرة و البراهين الباهرة فمنهم من جعل النار عليه بردا و سلاما و اتخذه خليلا [59] و منهم من كلمه تكليما و جعل عصاه ثعبانا مبينا [60] و منهم من أحيى
61
الموتى بإذن الله و أبرأ الأكمه
[58] تحدثنا عن أحمد بن إسحاق في الفصل الخاص بالوكلاء. و يعتقد الشيعة بناء على هذا التوقيع أن ابن إسحاق كان على صلة مباشرة بالإمام. توفي ابن إسحاق سنة 299، 300 أو 301، ينظر منهج المقال، ص 159 و فصلنا عنه.