responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية المؤلف : دودو ابو العيد    الجزء : 1  صفحة : 168

في ذلك الحين. و لم تظهر عند العلماء ضرورة صياغة إقامة مبادئ لعلم التوحيد مصاغة بشكل واضح إلا في عصر الغيبة الصغرى، و لذلك تستحق هذه الفترة اهتماما خاصا.

يختلف الشيعة السنة أساسا في الحديث: فالشيعة يقولون إن ما نطق به الإمام له نفس القيمة التي لأحاديث الرسول. و الإمامة يحددها الله، و لذلك يجب على الشيعة أن يطلبوا لفعلهم و تركهم الإذن من الإمام.

و يتواصل صف الأئمة حتى الغيبة الصغرى، و هكذا كان تطور علم التوحيد مرتبطا بذلك النسق أيضا. و كانت للحديث عند الشيعة حدود زمنية أخرى على خلاف ما هو عليه الأمر عند السنة. يجب عند أهل السنة أن ينسب كل حديث إلى النبي نفسه، بينما ينسب عند الشيعة إلى واحد من الأئمة فقط، و لم يمت الإمام الحادي عشر إلا في سنة 260 هـ.

عند ما نتأمل التطور الذي حدث في العلم الشيعي، فإننا نجد أن الإمامين الخامس و السادس، محمد الباقر و جعفر الصادق، قد تدخلا في أيامهما بنفسيهما في الجدل مع طوائف أخرى. و معظم الأحاديث، التي نملكها، تنسب إلى هذين الاثنين، خصوصا الأخير منهما. كان جدلهما نموذجيا بالنسبة إلى الشيعة، حتى إنهم قلدوهما [3] ، و قد وصلتنا أمثلة من هذا الجدال‌ [4] .

لم يكن في استطاعة الإمام أن يقوم بهذا الجدل الكلامي بنفسه، فقد كان العالم الإسلامي كبيرا، و كانت الطوائف الشيعية موزعة على مسافات بعيدة. كان لا بد أن يتصدى شخص ما للدفاع عن المصالح الشيعية أمام الأعداء و أن يناقشهم و يجيبهم جوابا مفحما عند ظهور أي أمر من الأمور غير المتوقعة. فكما أخذ المعتزلة على عاتقهم الكشف عن الملحدين و المنافقين و أعداء الإسلام، كذلك نشأ رجال نشيطون شجعان متحمسون


[3] خنداني النوبختي، ص 69.

[4] ينظر الشهرستاني، ص 116، 117، 121، و خنداني نوبختي، 70 و ما بعدها.

اسم الکتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية المؤلف : دودو ابو العيد    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست