اسم الکتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية المؤلف : دودو ابو العيد الجزء : 1 صفحة : 14
و لكن الإمام ليس في حاجة إلى خراج من هذا النوع، و الناس الذين يدعون ذلك سيوسمون بميسم الكفر، ذلك أن الشيعي يأخذ الخراج ليطهر نفسه من أدران الدنيا [7] ، و هذا التقليد يعود إلى الإمام جعفر الصادق.
ثم إن الحق لا يكون إلا مع الإمام أو وكلائه [8] ، و إذا ذهب شيعي إلى حاكم دنيوي ليس شيعيا ليطلب منه حقه، فإن هذا يعد أمرا سيئا للغاية و يكون بمثابة من يتوجه إلى الشيطان و يطلب منه ذلك، حتى و لو اتسم هذا الأمر بالعدل [9] .
إن الأئمة، الذين يحكمون العالم باسم الله بعد نبيه هم على بن أبي طالب، صهر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) ، و ابناه الحسن و الحسين، ابنا فاطمة، آل بيت النبي، و الأحفاد المباشرين للحسين إلى المهدي، صاحب الزمان، الذي اختفى سنة 260 للهجرة، و الشيعة ينتظرون رجوعه إلى يومنا هذا، و علم الأنساب هذا في حوزة الشيعة الاثنى عشرية. بعد أبناء الحسن و الحسين ينتهي ميراث التعاقب بين الإخوة [10] . و لا ترتبط الإمامة بسن معينة، لأن المسيح بن مريم كان قد جاء بالمعجزات و هو طفل، و أن داود أوحى الله إليه أن سليمان سيكون خليفته [11] .
و لما كان الإمام لا يستطيع أن يشرف على حزبه كله، فإنه يعين نوابا عنه في المدن و الأماكن، التي توجد بها طوائف شيعية. و كان هؤلاء النواب يسهرون على أمور هذه الطوائف، و يجمعون الخراج و يرسلون إلى الإمام ما تبقى منه بعد إنفاق الأموال المخصصة للشؤون الاجتماعية [12] .