و فيه، في الباب الثالث عن الإمام أبي عمر المدائني، عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: «يقوم في آخر الزمان من عترتي شابّ حسن الوجه، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» . [1]
«ينابيع المودة» (430) عن «مشكاة المصابيح» عن «صحيح مسلم» و «مسند أحمد» ، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه و سلّم: «يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعدّه» و في رواية «يكون في آخر أمتّي خليفة يحثي المال حثيا و لا يعدّه عدّا» .
و فيه (ص 436) عن «فرائد السمطين» عن عليّ بن هلال، عن أبيه، عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم. في حديث المهديّ منه قوله: «يكون في آخر الزمان، و يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» .
أقول: قد ورد في كثير من أخبارنا معاشر الإماميّة و أخبار إخواننا أهل السنّة و الجماعة لفظ «آخر الزمان» و وقوع بعض الحوادث المهمّة فيه، التي من أعظمها ظهور المهديّ الموعود عليه السّلام، و القول الفصل فيه أن يقال: قد يطلق «آخر الزمان» و يراد به المعنى اللغوي المفهوم من هذين اللفظين، أي ما قبل القيامة، و قد يطلق و يراد منه قطعة من الزمان هي بالنسبة إلى القطعة المتقدّمة متأخّرة، كقولنا: إن محمّد بن عبد الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نبيّ آخر الزمان، أي زمان نبوّته و رسالته و أمد أحكامه و شريعته متأخّر عن أزمنة نبوّات الأنبياء و الرسل عليهم السّلام. فهو آخرهم بقول مطلق، و لازمه أن لا نبيّ بعده، و إلاّ لم يكن آخرهم. و يطلق «آخر الزمان» و يراد به آخر زمان نبوة نبيّنا المعظّم، أي إذا فرضنا زمان نبوّته قطعات كانت آخرها، و هو المراد في قوله: «لن تهلك أمّة أنا في أوّلها و المهديّ في وسطها و عيسى في آخرها» . إذا عرفت ذلك فالظاهر أنّ المراد من «آخر الزمان» في قولهم المهديّ يبعث في آخر الزمان، أو أنّه خليفة آخر الزمان المعنى الأخير، و لازمه أن تكون القطعة الزمانيّة المفروضة التي يظهر فيها آخر قطعات الزمان.