و في بعض الأخبار شواهد على ما ذكرناه من الأمرين، فاللازم تعيين الوقائع أوّلا، و هل هي من القسم الأوّل أو الثاني، ثمّ النظر في رجال القسم الثاني و رواته و القرائن الدالّة على صحّة الرواية و عدمها.
مقدمة
الناظر في الأخبار التي ذكرها العلماء الأعلام في هذا الباب يعرف أنّ فيها الصحيح و الضعيف و المسند و المرسل، بل و فيها ما دلّ التأريخ و حكمت الضرورة و قامت القرائن القطعيّة على عدم صحّته.
و قد اقتصرنا على الأخبار الصحيحة و الموثوقة أو الحسنة من حيث السند و إن كانت غير معتبرة. فإن وجدنا لها شاهدا و قرينة ذكرناها و إلاّ أعرضنا عنها.
كما إنّا اقتصرنا من ذلك على ما دلّ الاعتبار و الوجدان على إمكان تحقّقه و وقوعه، أو على ما لا يحكم العقل و لا تشهد الضرورة على إحالته و امتناعه.
نعم، قد ورد في بعض الأخبار المعتبرة وقوع بعض خوارق العادة، و لا يجوز لنا ردّها إن صحّ سندها؛ لأنّها أمور محمولة على ما وراء الطبيعة المعبّر عنها بالمعجزة و الكرامة، فإنّه تعالى على كلّ شيء قدير.
النداء في السماء
«عقد الدرر» في الفصل الثالث من الباب الرابع عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السّلام أنّه قال:
إذا رأيتم نارا من المشرق ثلاثة أيّام أو سبعة فتوقّعوا فرج آل محمّد إن شاء اللّه.
قال: ثمّ ينادي من السماء مناد باسم المهديّ فيسمع من بالمشرق و المغرب حتّى لا يبقى راقد إلاّ استيقظ، و لا نائم إلاّ قعد، و لا قاعد إلاّ قام على رجليه فزعا، و رحم الله من سمع ذلك الصوت فأجاب، فإنّه صوت جبرائيل الروح الأمين. [1]