و كسب المعارف و العلوم، و منه نشأ اختلاف درجات الإيمان و اختلاف معارف الأنبياء و الأوصياء و الشرائع الإلهيّة نعم، لاََ يُكَلِّفُ اَللََّهُ نَفْساً إِلاََّ وُسْعَهََا[1] .
بل ربّما إذا كلّفوا فوق طاقتهم و درسوا فوق استعدادهم حصل منه نقض الغرض، و آل الأمر بهم إلى خلاف ما يرام من ترك الطاعة أو الارتداد أو زيادة الجهل، ربّنا و لا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به، و منه قولهم: لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لكفّره، أو لقتله.
روى الكليني (عطّر اللّه مرقده) في «الكافي» عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام، قال في كتاب عليّ عليه السّلام:
«إنّ داود عليه السّلام قال: يا ربّ أوف الحقّ كما هو عندك حتّى أقضي به، قال: إنّك لا تطيق ذلك. فألحّ على ربّه حتّى فعل، فجاءه رجل يستعدي على رجل فقال: إنّ هذا أخذ مالي، فأوحى اللّه عزّ و جلّ إلى داود أنّ هذا المستعدي قتل أب هذا، و أخذ ماله، فأمر داود بالمستعدي فقتل، و أخذ ماله فدفعه إلى المستعدى عليه، قال: فعجب الناس، و تحدّثوا حتّى بلغ داود، و دخل عليه من ذلك ما كره، فدعا ربّه أن يدفع ذلك ففعل، ثمّ أوحى اللّه عزّ و جلّ إليه أن احكم بينهم بالبيّنات، و أضفهم إلى اسمي يحلفون به [2] » .
الخبر.
و عن مولانا أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام: «لو علم الناس كيف خلق اللّه هذا الخلق لم يلم أحد أحدا» [3] .
و عن مولانا أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام: «إنّ المؤمنين على منازل منهم على واحدة، و منهم على اثنتين، و منهم على ثلاث، و منهم على أربع، و منهم على خمس، و منهم على ستّ، و منهم على سبع، فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة اثنتين لم يقو، و على صاحب الاثنتين ثلاثا لم يقو» [4] . الحديث.