عليه و سلّم: لا بل منّا يختم اللّه به الدين كما افتتح بنا» [1] الحديث.
و تؤيّده الأخبار الكثيرة المستفيضة الدالّة على أنّ الدين لا ينقضي حتّى يمضي عليه اثنا عشر خليفة، و قد عرفت ما نقله ابن أبي الحديد من اتّفاق فرق المسلمين على أنّ التكليف لا ينقضي إلاّ على المهديّ، فهو خاتم الأوصياء، و به يختم الدين الإسلامي، كما أنّ جدّه خاتم الأنبياء و به بدأ الدين.
المهديّ ثاني عشر الخلفاء
«ينابيع المودّة» (ص 447) عن كتاب «فرائد السمطين» عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه و سلّم: «إنّ خلفائي و أوصيائي حجج اللّه على الخلق بعدي اثنا عشر، أوّلهم عليّ، و آخرهم ولدي المهدي» الحديث.
أقول: و يدلّ عليه جميع ما دلّ على أنّ الخلفاء بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اثنا عشر كلّهم من قريش، أو من بني هاشم، و قد جمعها الإمام أحمد بن حنبل في «مسنده» و غيره من الأئمّة و الحفّاظ، و لا ينطبق ذلك إلاّ على ما نقول به معاشر الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة من أنّ خلفاء رسول اللّه اثنا عشر، أوّلهم عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين، و آخرهم محمّد بن الحسن المهديّ صلّى اللّه عليه و عليهم من الآن إلى يوم الدين، و جعلنا من أشياعهم و أتباعهم.
المهدي ثاني عشر الأوصياء
«ينابيع المودّة» (ص 486) عن «مناقب» الخوارزمي مسندا، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في حديث ذكر فيه فضله و فضل أهل بيته و طرفا من حديث المعراج قال:
«فقلت: يا ربّي و من أوصيائي؟فنوديت يا محمّد، أوصياؤك المكتوبون على