responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المولد النبوي الشريف المؤلف : الهواري، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 144

ثمّ مشى آدم في أرض الجنّة ليستتر بأوراقها الشّجريّة* فقال اللّه تعالى: أ فرارا منّي يا آدم؟ قال: بل حياء منك يا ذا الطّول و الإنعام* و ما ظننت يا ربّ أنّ أحدا يحلف كاذبا بأسمائك الجلاليّة* فقال:

اهبطا منها جميعا إلى دار التّأميل و الحطام* فلمّا خرج آدم من الجنّة ودّع ما فيها بعد أن ذكر اللّه تعالى بأسمائه الرّحمانيّة* فقال جبريل (عليه السلام): مهلا يا آدم حتّى يأتي العفو من الملك العلّام* فقال اللّه تعالى لجبريل مقالة رحيميّة* دعه يخرج يا جبريل و سيعود إليها بألوف من ذرّيّته* فسبحان من يجود بالإنعام*

(اللّهمّ عطّر قبره بالتّعظيم و التّحيّة* و اغفر لنا ذنوبنا و الآثام)

و لمّا قضى الرّحمن ما هو كائن* جرى حكمه المقدور و الوعد سابق* قضى بهبوط من جنان لادم* و ذلك أمر اللّه و الأمر صادق* و لمّا هبطا من الجنّة نزل آدم بالأماكن الهنديّة* و نزلت حوّاء بغيرها فمكث آدم يبكي ثلاثمائة عام* فأنبت اللّه من دموعه الأشجار الطّيّبة* و بكت حوّاء فأنبت اللّه من دموعها أصول الأزهار العظام* و لمّا اجتمع آدم بحوّاء على عرفات فاضت عليهما بركاته الرّبّانية* و وقع الصّفاء و الوفاء بينهما و طال السّلام* ثمّ أرسل اللّه لهما نهرا فاغتسل آدم و غشي حوّاء فولدت له أربعين من الذّرّيّة* في عشرين بطن في كلّ بطن ذكر و أنثى* و وضعت شيئا واحده تعظيما لنور النّبيّ و إكرام* و لمّا ولد شيث انتقل النّور المحمّدي إلى ظهره و كان يتلألأ في جبينه كالطّوالع القمريّة* فكان يفتخر على إخوته للإجلال و الإعظام* و لمّا انقضى أجل آدم و أدركته المنيّة* أوصى شيثا على أولاده و أوصاه أن لا يودع هذا النّور

اسم الکتاب : المولد النبوي الشريف المؤلف : الهواري، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست