اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل الجزء : 8 صفحة : 399
و برأ النسمة، لقد سمعت جبرئيل يقول للنبي (صلّى اللّه عليه و آله): يا محمد، عرّفه أنه ينتهك الحرمة و هي حرمة اللّه و حرمة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و على أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل حتى سقطت على وجهي، و قلت: نعم قبلت و رضيت، و إن انتهكت الحرمة و عطّلت السنن و مزّق الكتاب و هدمت الكعبة و خضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط، صابرا محتسبا أبدا، حتى أقدم عليك.
ثم دعا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فاطمة و الحسن و الحسين (عليهم السلام) و أعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقالوا مثل قوله. فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار، و دفعت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام).
فقلت لأبي الحسن (عليه السلام): بأبي أنت و أمي، أ لا تذكر ما كان في الوصية؟ فقال: سنن اللّه و سنن رسوله (صلّى اللّه عليه و آله). فقلت: أ كان في الوصية توثّبهم و خلافهم على أمير المؤمنين (عليه السلام)؟
فقال: نعم، و اللّه شيء بشيء و حرف بحرف؛ أ ما سمعت قول اللّه عز و جل: «إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ». [1] و اللّه لقد قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لأمير المؤمنين و فاطمة (عليهما السلام): أ ليس قد فهمتما ما تقدّمت به إليكما و قبلتماه؟
فقالا: بلى، و صبرنا على مأسائنا و غاظنا.
المصادر:
1. بحار الأنوار: ج 22 ص 479 ح 28، عن الكافي.
2. الكافي: ج 1 ص 281.
الأسانيد:
في الكافي: الحسين بن محمد، عن المعلى، عن أحمد بن محمد، عن الحارث بن جعفر، عن علي بن إسماعيل بن يقطين، عن عيسى بن المستفاد.