اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل الجزء : 8 صفحة : 337
277
المتن
: عن ابن عباس، قال:
... كان أبو أيوب ذكر لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) طعاما أو لبنا، فأبطأ يومئذ فلم يأت لحينه.
فأطعمه أهله و انطلق إلى نخلة يعمل فيها. فلما أتوا باب أبي أيوب، خرجت امرأته فقالت: مرحبا برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و بمن معه. فقال لها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): فأين أبو أيوب؟ قالت:
يأتيك يا نبي اللّه الساعة.
فرجع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فقال: مرحبا بنبي اللّه و بمن معه؛ فقال: يا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، ليس بالحين الذي كنت تجيئني فيه. فردّه فجاء إلى عذق النخلة فقطعه. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله):
ما أردت إلى هذا. قال: يا رسول اللّه، أردت أن تأكل من رطبه و بسره و تمره و تدنو به، و لأذبحن لك مع هذا. قال: إن ذبحت فلا تذبحن ذات در.
فأخذ عناقا أو جديا فذبحه، و قال لامرأته: اختبزي و أطبخ أنا، فأنت أعلم بالخبز.
فعمد إلى نصف الجدي فطبخه و شوى نصفه. فلما أدرك الطعام وضعه بين يدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و أصحابه.
فأخذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من الجدي فوضعه على رغيف، ثم قال: يا أبا أيوب، ابلغ بهذا فاطمة (عليها السلام) فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام. فلما أكلوا و شبعوا، قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): خبز و لحم و بسر و رطب، و دمعت عيناه ثم قال: هذا من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة.
فكبر ذلك على أصحابه. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): اذا أصبتم مثل هذا و ضربتم بأيديكم فقولوا: «بسم اللّه و بركة اللّه و أنعم و أفضل» فإن هذا كفاف بهذا.
و كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لا يأتي أحد إليه معروفا إلا أحب أن يجازيه. فقال لأبي أيوب:
ائتنا غدا. فلم يسمع، فقال له عمر: إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يأمرك أن تأتيه. فلما أتاه أعطاه وليدة، فقال: يا أبا أيوب استوص بها خيرا، فإنا لم نر إلا خيرا ما دامت عندنا. فلما جاء بها
اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل الجزء : 8 صفحة : 337