responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 305

ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ». [1] فأبرز النبي (صلّى اللّه عليه و آله) عليا و الحسن و الحسين و فاطمة (عليهم السلام) و قرن أنفسهم بنفسه. فهل تدرون ما معنى قوله عز و جل: «وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ»؟ قالت العلماء: عنى به نفسه. فقال أبو الحسن (عليه السلام): غلطتم، إنما عنى بها علي بن أبي طالب (عليه السلام)؛ و مما يدل على ذلك قول النبي (صلّى اللّه عليه و آله) حين قال: ليتنهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام). فهذه خصوصية لا يتقدّمه فيها أحد و فضل لا يلحقه فيه بشر و شرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل نفس علي (عليه السلام) كنفسه؛ فهذه الثالثة.

و أما الرابعة، فإخراجه (صلّى اللّه عليه و آله) الناس من مسجده ما خلا العترة، حتى تكلم الناس في ذلك و تكلم العباس، فقال: يا رسول اللّه! تركت عليا و أخرجتنا؟ فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): ما أنا تركته و أخرجتكم و لكن اللّه تركه و أخرجكم. و في هذا تبيان قوله لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى.

قالت العلماء: فأين هذا من القرآن؟ قال أبو الحسن (عليه السلام): أوجدكم في ذلك قرآنا أقرئه عليكم. قالوا: هات. قال: قال اللّه عز و جل: «وَ أَوْحَيْنا إِلى‌ مُوسى‌ وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً». [2] ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى، و فيها إيضا منزلة علي (عليه السلام) من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و مع هذه دليل ظاهر في قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حين قال: ألا إن هذا المسجد لا يحلّ لجنب إلا لمحمد و آله.

فقالت العلماء: يا أبا الحسن هذا الشرح و هذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله). فقال: و من ينكر لنا ذلك و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول: أنا مدينة الحكمة و علي (عليه السلام) بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها؛ ففيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف التقدمة و الاصطفاء و الطهارة ما لا ينكره معاند، و للّه عز و جل الحمد على ذلك؛ فهذه الرابعة.


[1]. سورة آل عمران: الآية 61.

[2]. سورة يونس: الآية 87.

اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست