responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 253

فقام عمار بن ياسر فقال: يا رسول اللّه، أ تأذن لي بشراء هذا العقد؟ قال: اشتره يا عمار، فلو اشترك فيه الثقلان ما عذّبهم اللّه بالنار. فقال عمار: بكم هذا العقد يا أعرابي؟ قال:

بشبعة من الخبز و اللحم و بردة يمانية أستر بها عورتي و أصلّي فيها لربي و دينار يبلغني إلى أهلي.

و كان عمار قد باع سهمه الذي نقله رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من خيبر و لم يبق منه شيئا. فقال:

لك عشرون دينارا و مائتا درهم هجرية و بردة يمانية و راحلتي تبلغك إلى أهلك و شبعة من خبز البر و اللحم. فقال الأعرابي: ما أسخاك بالمال؟ و انطلق به عمار فوفاه ما ضمن له، و عاد الأعرابي إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): أشبعت و اكتسيت؟ قال الأعرابي: نعم يا رسول اللّه، و استغنيت بأبي أنت و أمي. قال: فاجز فاطمة (عليها السلام) بصنيعها. فقال الأعرابي:

اللهم إنك إله ما استحدّ ثناؤك و لا إله لنا نعبده سواك، و أنت رازقنا على كل الجهات؛ اللهم اعط فاطمة (عليها السلام) ما لا عين رأت و لا أذن سمعت. فأمّن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) على دعائه، و أقبل على أصحابه فقال:

إن اللّه قد أعطى فاطمة (عليها السلام) في الدنيا ذلك: أنا أبوها و ما أحد من العالمين مثلي، و علي (عليه السلام) بعلها و لو لا علي (عليه السلام) ما كان لفاطمة (عليها السلام) كفوا أبدا، و أعطاها الحسن و الحسين (عليهما السلام) و ما للعالمين مثلهما، سيدا شباب أسباط الأنبياء و سيدا شباب أهل الجنة. و كان بإزائه المقداد و عمار و سلمان، فقال: و أزيدكم؟ فقالوا: نعم يا رسول اللّه؟

قال: أتاني الروح الأمين- يعني جبرئيل- و قال: إنها إذا هي قبضت و دفنت يسألها الملكان في قبرها: من ربك؟ فتقول: اللّه ربي. فيقولان: من نبيك؟ فتقول: أبي. فيقولان: فمن وليك؟ فتقول: هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ألا و أزيدكم من فضلها، إن اللّه قد وكّل بها رعيلا من الملائكة يحفظونها من بين يديها و من خلفها و عن يمينها و عن شمالها، و هم معها في حياتها و عند قبرها و بعد موتها، يكثرون الصلاة عليه و على أبيها و بعلها و بنيها. فمن زارني بعد وفاتي فكأنما

اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    الجزء : 8  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست