اسم الکتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) المؤلف : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل الجزء : 8 صفحة : 160
و منّا و الذي نفسي بيده، مهدي هذه الأمة الذي يملأ اللّه به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
قالت فاطمة (عليها السلام): يا رسول اللّه، فأيّ هؤلاء الذين سمّيت أفضل؟ فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله):
أخي علي (عليه السلام) أفضل أمتي، و حمزة و جعفر أفضل أمتي بعد علي (عليه السلام) و بعدك و بعد ابني و سبطي الحسن و الحسين (عليهما السلام) و بعد الأوصياء من ولد ابني هذا- و أشار رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بيده إلى الحسين (عليه السلام)- منهم المهدي، و الذي قبله أفضل منه؛ الأول خير من الآخر لأنه إمامه و الآخر وصي الأول. إنا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا.
ثم نظر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إلى فاطمة (عليها السلام) و إلى بعلها و إلى ابنيها فقال: يا سلمان، أشهد اللّه أني حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم، أما إنهم معي في الجنة.
ثم أقبل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) إلى علي (عليه السلام) فقال: يا علي، إنك ستلقى بعدي من قريش شدة، من تظاهرهم عليك و ظلمهم لك. فإن وجدت أعوانا عليهم فجاهدهم و قاتل من خالفك بمن وافقك. فإن لم تجد أعوانا فاصبر و كفّ يدك و لا تلق بيدك إلى التهلكة. فإنك مني بمنزلة هارون من موسى، و لك بهارون أسوة حسنة؛ إنه قال لأخيه موسى: «إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي». [1]