و صارت الإمامة إلى علي بن الحسين، و منه تناسل ولد الحسين كلهم، و ليس للحسين عقب إلّا منه، و كان و رعا عابدا فاضلا، يعرف ذلك له الخاص و العام و المؤالف و المخالف [2].
و كان يدعى: سيّد العابدين، و يقال له: ذو الثفنات [3]، لأنه كان بمواضع السجود منه كثفنات البعير من كثرة السجود، و كان يسقط منها الشيء بعد الشيء، فلمّا مات جعل ذلك معه في أكفانه.
و كان يصلي كل يوم و ليلة ألف ركعة، و يتصدق كل ليلة بما فضل عن قوته و قوت
[1]- مقتل الحسين لابي مخنف: 62- 214، مقاتل الطالبيين: 51- 85، الطبقات الكبرى: 2125، الاخبار الطوال: 261، تاريخ الطبري: 4/ 301- 358، تاريخ دمشق: 41/ 367.
[2]- قال سعيد بن المسيب: ما رأيت أحدا أورع منه. حلية الاولياء: 3/ 141، صفة الصفوة: 992.
و قال الزهري: لم أر هاشميا أفضل من علي بن الحسين، و ما رأيت أحدا كان أفقه منه. حلية الاولياء: 3/ 141.
و قال ابن سعد: و كان علي بن الحسين ثقة مأمونا كثير الحديث، عاليا رفيعا و رعا. الطبقات الكبرى: 5/ 222.
و قال مالك: لم يكن في أهل بيت رسول اللّه (ص) مثل علي بن الحسين. تاريخ دمشق: 41/ 373.
و قال زيد بن أسلم: ما رأيت فيهم مثل علي بن الحسين قط. تهذيب الكمال: 20/ 387.
و قال ابن عساكر: و كان علي بن الحسين رجلا له فضل في الدين. تاريخ دمشق: 41/ 368.