و عيوبه و مثالبه أكثر من أن تحصى، و ما علمنا أن أحدا ادّعى له فضلا فيدخل فينا و يحتج بمعايبه عليه، و الذين زعموا أنه إمام لا ينكرون سوء حاله، و لكنهم يزعمون:
أن الفاجر يكون إماما.
و هذا ردّ لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لأنه يقول: «يؤمكم أفضلكم و إمام القوم وافدهم إلى اللّه» [1] و يزيد على هذا أفضل من هؤلاء الذين ائتموا به على سوء حاله، و هو وافدهم و قائدهم إلى نار اللّه و غضبه و لعنته بتولّيهم إياه، و هو من الأئمة الذين ذكر اللّه عزّ و جلّ أنهم يدعون إلى النار.
[مروان بن الحكم]
و أمّا مروان بن الحكم: فقد ذكرنا فيما تقدم أنه جزء من لعنة اللّه، و أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لعن أباه و هو في صلبه، و أنه لمّا ولد أتي به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يحنّكه كما كان يفعل بأبناء المسلمين، فلم يفعل و ردّه محروما من خيره و قال: «أتوني بأزرقهم» [2].
و ذكرنا مباينته للحسن و الحسين عليهما السّلام و ما كان من منعه أن يدفن الحسن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و انتصابه لحرب الحسين عليه السّلام في ذلك، فدخل في جملة حرب اللّه و رسوله، لقوله صلّى اللّه عليه و آله للحسن و الحسين صلوات اللّه عليهما: «أنا سلم لمن سالمتم و حرب لمن حاربتم» [3] و فيمن أوجب له النار في بغضهما لقوله صلّى اللّه عليه و آله: «من أبغضهما أبغضته و من أبغضته أبغضه اللّه و من أبغضه اللّه أصلاه جهنم و ساءت مصيرا» [4]، فمروان
[1]- من لا يحضره الفقيه: 1/ 377 ح 1100، بغية الباحث: 56 ح 139، منتهى المطلب: 3751.
[2]- الفتن للمروزي: 72، و فيه: (ابن الزرقاء هلاك عامة أمتي على يديه و يدي ذريته).