responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المناقب و المثالب المؤلف : القاضي النعمان المغربي    الجزء : 1  صفحة : 206

كتب المغازي و الأنساب و الأخبار، مقيّدا بالأسانيد مؤكدا بشواهد الأشعار، رواه الثقات و جمعه الرواة.

فلمّا بلغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مبلغ الرجال، و صار إلى حدّ الضبط و الكمال، أخذ إليه عليا من أبي طالب أبيه، ليجزيه فيه بما صنع إليه و هو غلام صغير، فكفله دون أبيه و ولي حضانته و تربيته و القيام عليه، و أحلّه من نفسه محل الوالد من والده و الأخ الشقيق من أخيه، فنشأ علي عليه السّلام في حجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و تأدب بآدابه و أخذ عنه لمّا أراد اللّه من كرامته و تطهيره، فلم يعبد صنما قط و لا أشرك باللّه طرفة عين، حتى إذا أكرم اللّه رسوله بالرسالة و اختصه بالنبوة و الكرامة، كان أول من دعاه إلى الإسلام من ذكور أمته، و أخص من اختصه بذلك من جميع أقاربه و عترته، فأسرّ ذلك إليه و أطلعه عليه و دعاه إليه، فقال له: «انظرني الليلة» و اضمر أن يشاور في ذلك أباه أبا طالب.

فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «إن أردت ذلك فافعل و هي أمانة عندك».

فقال علي صلوات اللّه عليه: «أما إذا كانت أمانة فما أنتظر، و لكني أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنك رسوله».

فآمن باللّه و برسوله معا و الناس مشركون، و صدّق نبيّه و هم له مكذبون، فكان أول المؤمنين إيمانا و أسبق السابقين سبقا، فكان لذلك من المقرّبين و الصديقين و أحق من ذكر بهذين الاسمين، و لذلك قيل: كل آية في القرآن‌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* فعلي رأسها [1].

و لمّا أنزل اللّه عزّ و جلّ على رسوله صلّى اللّه عليه و آله: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ‌ [2] جمع‌


[1]- حلية الاولياء: 1/ 64، المعجم الكبير: 11/ 264، شواهد التنزيل: 1/ 65 ح 71، تاريخ دمشق: 42/ 363.

[2]- سورة الشعراء: 214.

اسم الکتاب : المناقب و المثالب المؤلف : القاضي النعمان المغربي    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست