responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المناقب و المثالب المؤلف : القاضي النعمان المغربي    الجزء : 1  صفحة : 108

فقاموا إليه فقالوا: مالك يا أبا الحكم؟

قال: لمّا دنوت منه عرض لي فحل من الإبل و اللّه ما رأيت مثل هامته و لا قصرته و لا أنيابه فاغرا فاه إلي، ما ظننت أني أنجو منه.

فقال بعضهم لبعض: قد و اللّه نزل بنا من محمد ما لم ينزل بقوم من رجل قبله‌ [1].

و جعلوا يذكرون ما نقموا عليه فلم يروا إلّا التشديد على من اتبعه منهم، فجعل كل قوم منهم ينالون ممّن أسلم من جماعتهم و يعذبونهم و يضربونهم و يؤذونهم، فشكوا ذلك إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فأذن لهم في الهجرة إلى أرض الحبشة، فخرج جماعة منهم و كان ذلك سبب إسلام النجاشي لمّا صاروا إليه، و أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بعض من هاجر منهم أن يدعوه، و كان عدد من هاجر من المسلمين إلى أرض الحبشة ثلاثة و ثمانين رجلا سوى من معهم من نسائهم و أولادهم، فأحسن النجاشي نزلهم و برهم و أكرمهم و نبذ من جاء من مشركي قريش.

[إلى أرض الحبشة]

و قيل: إن بني عبد شمس لمّا رأوا ذلك تحيّروا من دهاتهم، و أفضل من فيهم عمارة بن الوليد و عمرو بن العاص لعنهم اللّه، و جمعوا مالا عظيما فاشتروا من ألطاف الحجاز و هدايا كثيرة، و بعثوا بها معهما إلى ملك الحبشة و إلى جميع رجاله فخرجا بالهدايا، فلمّا وصلا إلى أرض الحبشة أوصلا إلى بطارقة النجاشي هداياهم و أوصلا هديته إليه، و ذكرهم البطارقة له فأدخلهما إليه فقالا: أيها الملك إنه قد صار إلى بلادك منّا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم و لم يدخلوا في دينك، و أتوا ببدعة لا تعرفها أنت و لا نحن، و قد أرسلنا إليك أشراف قومنا من آبائهم و أعمامهم و عشائرهم لتردهم إليهم.


[1]- السيرة النبوية لابن هشام: 1/ 194، دلائل النبوة للاصبهاني: 197، عيون الاثر: 1/ 142.

اسم الکتاب : المناقب و المثالب المؤلف : القاضي النعمان المغربي    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست