responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المقدمات والتنبيهات في شرح أصول الفقه المؤلف : الشهابي العاملي، محمود قانصو    الجزء : 1  صفحة : 134

فكما أن النسبة رابطة بين المعاني و مؤلفة بينها فكذلك الحرف الدال عليها رابط بين الألفاظ و مؤلف بينها.

و إلى هذا أشار سيد الأولياء أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله المعروف في تقسيم الكلمات: «الاسم ما أنبأ عن المسمى، و الفعل ما انبأ عن حركة المسمى، و الحرف ما أوجد معنى في غيره». فأشار إلى أن المعاني الاسمية معان استقلالية، و معاني الحروف غير مستقلة في نفسها و إنما هي تحدث الربط بين المفردات. و لم نجد في تعاريف القوم للحرف تعريفا جامعا صحيحا مثل هذا التعريف.


قوله (ره) (فكما أن النسبة رابطة بين المعاني ...).

أقول: ظاهره أن الحرف له وجود بالذات و هو اللفظ أي الوجود الخارجي و له وجود بالعرض و هو معناه في الذهن أي النسبة كما تقدم بيانه.

و كما كانت النسبة في الذهن رابطة بين المعاني المستقلة فكذلك يكون لفظ الحرف رابطا بين ألفاظ الكلمات.

و هذا و لكني لم أفهم معنى محصلا لما ذكره المصنف فإن لفظ الحرف لا ميزة له عن ألفاظ الكلمات الأخرى. كما أن الكلمات المستقلة لا تحتاج إلى رابط في وجودها اللفظي الخارجي كما لا يكاد يخفى.

قوله (ره) (و إلى هذا أشار سيد الأولياء ...).

أقول اعترض بعضهم على هذا التعريف بأن قوله (و الحرف ما أوجد معنى في غيره) في غاية البطلان لأن الحرف ليس موجدا للمعنى في الغير بل هو حاك عن حاله موجودة في الغير و فرق بين الإيجاد و الحكاية.

و لأجل هذا الاعتراض جزم بعدم صحة نسبة هذا التعريف إلى مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله و سلامه عليه).

أقول: هذا الاعتراض و إن كان واردا في قسم من الحروف إلا أن الإنصاف أن التعريف ليس في صدد تحديد أن الحرف حاك أم موجود فلاحظ. هذا مضافا إلى أن الحرف إذا قيس إلى السامع كان موجدا للمعنى في الغير كما أشرنا إليه في مبحث سابق.

اسم الکتاب : المقدمات والتنبيهات في شرح أصول الفقه المؤلف : الشهابي العاملي، محمود قانصو    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست