اسم الکتاب : المغازي المؤلف : الواقدي الجزء : 3 صفحة : 886
(1) يسير إلينا، و مع ذلك لو سار إلينا لوجد حصنا حصينا نقاتل دونه، و طعاما كثيرا، حتى نصيبه أو ينصرف، و لكنّا لا نريد ذلك، و نسير معكم و نكون يدا واحدة. فخرجوا معهم. قال غيلان بن سلمة الثّقفىّ لبنيه، و هم عشرة:
إنى أريد أمرا كائنة له أمور، لا يشهدها رجل منكم إلّا على فرسه. فشهدها عشرة من ولده على عشرة أفراس، فلمّا انهزموا بأوطاس هربوا، فدخلوا حصن الطائف فغلّقوه. و قال كنانة بن عبد ياليل: يا معشر ثقيف، إنكم تخرجون من حصنكم و تسيرون إلى رجل لا تدرون أ يكون لكم أم عليكم، فمروا بحصنكم أن يرمّ ما رثّ منه، فإنكم لا تدرون لعلّكم تحتاجون إليه. فأمروا به أن يصلح، و خلّفوا على مرمّته رجلا و ساروا، و شهدها ناس من بنى هلال ليسوا بكثير، ما يبلغون مائة، و لم يحضرها من هوازن كعب و لا كلاب، و لقد كانت كلاب قريبة، فقيل لبعضهم: لم تركتها كلاب فلم تحضرها؟ فقال: أما و اللّه إن كانت لقريبة، و لكن ابن أبى البراء مشى فنهاها عن الحضور فأطاعته، و قال: و اللّه، لو ناوا محمّدا [1] من بين المشرق و المغرب لظهر عليه [2].
و نصرها دريد بن الصّمّة فى بنى جشم، و هو يومئذ ابن ستّين و مائة سنة، شيخ كبير ليس فيه شيء إلّا التّيمّن به و معرفته بالحرب، و كان شيخا مجرّبا، و قد ذهب بصره يومئذ. و جماع الناس، ثقيف و غيرها من هوازن، إلى مالك بن عوف النّصرىّ، فلمّا أجمع مالك المسير بالناس إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أمر الناس فجاءوا معهم بأموالهم و نسائهم و أبنائهم حتى نزلوا بأوطاس، و اجتمع الناس به فعسكروا و أقاموا به، و جعلت الأمداد