اسم الکتاب : المغازي المؤلف : الواقدي الجزء : 3 صفحة : 874
(1) قال: و أقبل خالد بالسيف إليها و هو يقول:
يا عزَّ كفرانك لا سبحانك [1] * * * إنى وجدت [2] اللّه قد أهانك
قال: فضربها بالسيف فجزَّ لها [3] باثنين، ثم رجع إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فأخبره، فقال: نعم، تلك العزَّى و قد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا.
ثم قال خالد: أى رسول اللّه، الحمد للّه الذي أكرمنا و أنقذنا من الهلكة! إنى كنت أرى أبى يأتى إلى العزَّى بحتره [4]، مائة من الإبل و الغنم، فيذبحها للعزَّى، و يقيم عندها ثلاثا ثم ينصرف إلينا مسرورا، فنظرت إلى ما مات عليه أبى، و ذلك الرأى الذي كان يعاش فى فضله، كيف خدع حتى صار يذبح لحجر لا يسمع و لا يبصر، و لا يضرّ و لا ينفع.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: إنَّ هذا الأمر إلى اللّه، فمن يسَّره للهدى تيسّر، و من يسّره للضّلالة كان فيها.
و كان هدمها لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان. و كان سادنها أفلح بن نضر الشّيبانىّ من بنى سليم، فلمّا حضرته الوفاة دخل عليه و هو حزين، فقال له أبو لهب:
فلا تحزن، فأنا أقوم عليها بعدك. فجعل كلّ من لقى قال: إن تظهر العزَّى كنت قد اتَّخذت يدا عندها بقيامى عليها، و إن يظهر محمّد على العزَّى- و لا أراه يظهر- فابن أخى! فأنزل اللّه عزَّ و جلَّ: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ[5]، و يقال إنه قال هذا فى اللَّات. و قال حسّان بن ثابت ....
[1] فى الأصل: «كفرا بك لا سبحانك»، و ما أثبتناه عن ابن كثير، يروى عن الواقدي.
(البداية و النهاية، ج 4، ص 316).
[2] فى ابن كثير، عن الواقدي: «إنى رأيت». (البداية و النهاية، ج 4، ص 316).
[3] فى الأصل: «فجد لها»، و المثبت من ابن سعد. (الطبقات، ج 2، ص 105).
و جزل: أى قطع. (شرح على المواهب اللدنية، ج 2، ص 415).