اسم الکتاب : المغازي المؤلف : الواقدي الجزء : 3 صفحة : 1060
(1) و كنّا قبلك! و هم يحثوا التراب على رؤوسهم. فكان الذي يحسن أمره يقول: قوم أهل فقر، و كان يحسن إليهم!
ذكر ما نزل من القرآن فى غزوة تبوك
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ...[1] إلى آخر الآية. قال: غزا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فى حر شديد و جهد من الناس، و حين طابت [2] الثمار و اشتهبت الظلال، فأبطأ الناس، و كشفت «براءة» عنهم ما كان مستورا، و أبدت أضغانهم و نفاق من نافق منهم. يقول: إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً[3] يقول:
إلّا تخرجوا مع النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم، يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً* يقول:
فى الآخرة، وَ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَ لا تَضُرُّوهُ شَيْئاً. قيل: يا رسول اللّه، مَن هولاء القوم؟ ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ...[4] الآية. قال: كان ناس من أصحاب النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )خرجوا إلى البدو يفقّهون قومهم، فقال المنافقون:
قد بقي ناس من أصحاب محمّد فى البوادي. و قالوا: هلك أصحاب البدو.
فنزلت: وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ ..[5] الآية. و نزل فيهم: وَ الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ ...[6] الآية إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ[7]