responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 693

اللّهُ فَعُلَّ فَهُوَ عَلِيلٌ وَ رُبَّمَا جَاءَ مَعْلُولٌ و مَسْقُومٌ قَلِيلًا.

و يَقْرُبُ مِنْ هذَا الْبَابِ أضْعَفَهُ اللّهُ فَهُوَ ضَعِيفٌ وَ أَكْثَرَ الرَّجُلُ كَلَامَهُ فَهُوَ كَثِيرٌ وَ أَغْنَاهُ اللّهُ فَهُو غَنِىٌّ و أَعْمَاهُ فَهُوَ أعْمَى و أبْرَصَه فَهُوَ أَبْرَص وَ التَّقْدِيرُ أَضْعَفَهُ اللّهُ فَضَعُفَ فَهُوَ ضَعِيفَ و أَسَامَ الرّاعي الْمَاشِيَةَ فَهِىَ سَائِمَةٌ.

(فصل) [في بناء المصدر على صيغة المفعول]

و يُبْنَى من أُفْعِلَ عَلَى صِيغَةِ الْمَفْعُولِ مُفْعَلٌ لِلْمَصْدَرِ و الزَّمَانِ و الْمَكَانِ يُقَالُ هذَا مُعْلَمُهُ أَىْ إِعْلامُهُ و مَوْضِعُ إِعْلَامِهِ و زَمَانُهُ وَ هذَا مُخْرَجُهُ أَىْ إِخْرَاجُهُ وَ مَوْضِعُ إِخْرَاجِهِ و زَمَانُهُ و هٰذَا مُهَلُّهُ أَىْ إِهْلَالُهُ و مَوْضِعُ إِهْلَالِهِ وَ زَمَانُهُ.

وَ كَذلِكَ يُبْنَى مِنَ الخُمَاسِىِّ و السُّدَاسِىِّ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ لِلْمَصْدَر و الزَّمَان و الْمَكَانِ نَحْوُ هَذا مُنْطَلَقُهُ وَ مُسْتَخْرَجُهُ و شذَّ مِن ذلِكَ المَأْوَى مِنْ آويتُ بالمدّ لم يُسْمَعُ فيهِ الضَّمُّ و الْمُصْبَحُ و الْمُمْسَى مُوضعِ الْإصْبَاحِ و الْإِمْسَاءِ وَ لِوَقْتِهِ و الْمُخْدَع [1] من أخدعته إذا أَخْفَيْتَهُ فَفِى هذِهِ الثَلَاثَةَ الضَمُّ عَلَى الأَصل و الْفَتْحُ بِنَاءَ عَلَى الفِعْلِ قَبْل زيادتِه و أَجْزأْت عَنْك مَجْزَأَ فُلَانٍ بِالْوَجْهَيْنِ.

(فصل) [في مصدر باب الإفعال]

و أمَّا المصادرُ مِنْ أَفْعَلَ فَتَأْتى عَلَى إفْعال بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ فَرْقاً بَيْنَ الْمَصْدَرِ و الْجَمْعِ نحو أَكْرَمَ إِكْرَاماً و أعْلَمَ إعْلَامُا وَ إِذَا أَرَدْت الْوَاحِدَةَ مِنْ هذِهِ الْمَصَادِرِ أدْخَلْتَ الْهَاءَ و قُلْتَ إِدْخَالَةً و إِخْرَاجَةً و إِكْرَامَةً وَ كَذلِكَ فِى الخُمَاسِىّ و السُّدَاسىّ كَمَا يُقَالُ فِى الثُّلَاثِىِّ قَعْدَةٌ و ضَرْبَةٌ.

وَ أَمَّا الْمُعْتَلُّ الْعَيْنِ فَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْمَحْذُوفِ قَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ إِذَا كَانَ الفِعْلُ مُعْتَلَّ العَيْنِ فَمَصْدَرُهُ بِالْهَاءِ نَحْوُ الْإِقَامَةِ و الإِضَاعَةِ جَعَلُوهَا عِوَضاً مِمَّا سَقَطَ مِنْهَا وَ هُوَ الْوَاوُ مِنْ قَامَ وَ الْيَاءُ مِنْ ضَاعَ وَ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَحْذِفُ الْهَاءَ وَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى «وَ إِقٰامَ الصَّلٰاةِ»* و كُلٌّ حَسَنٌ.

وَ مِنَ العُلَمَاءِ مَنْ لَا يُجِيزُ حَذْفَ الْهَاءِ إِلَّا مَعَ الْإِضَافةِ وَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ إِنَّمَا حُذِفَتَ الْهَاءُ مِنْ (وَ إِقٰامَ الصَّلٰاةِ)* لِلِازْدِوَاجِ كَما ثَبَتَتِ الْهَاءُ فِى الْمُذَكَّر لِلازدِوَاجِ نَحْوُ (لِكُلِّ ساقِطَةٍ لَاقطةُ) [2] و الْأَصْلُ لَاقِطُ فَلَوْ أُفْرِدَ وَجَبَ الرُّجُوعُ إِلَى الأَصْلِ.

و قَوْلُهُ تَعَالَى «وَ اللّٰهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبٰاتاً» قيل هُو مَصْدَر لمِطاوِعِ مَحذُوفٍ وَ التَّقْدِيرُ فنَبَتُّمْ نَبَاتاً.

و قيل وُضِع مَوضِعَ مَصْدَر الرُّبَاعِىِّ لِقُرْبِ الْمَعْنَى كَمَا يُقَالُ قَامَ انْتِصَاباً وَ قِيلَ هُوَ اسْمٌ لِلْمَصْدَرِ وَ هذَا مُوَافِقٌ لِقَوْلِ الْأَزْهَرِىّ فَإِنَّهُ قَالَ كُلُّ مَصْدَر يَكُونُ لِأَفْعَلَ فَاسْمُ الْمَصْدَرِ فَعَالٌ نَحْوُ أَفَاقَ فَوَاقاً و أصَابَ صَوَاباً و أجَابَ‌


[1] ذكر فى (خدع) تثليث الميم- و فى الصحاح و القاموس المخدع بضم الميم و كسرها الخِزانةُ.

[2] و قيل الهاء فى لاقطة للمبالغة. نحو نابغة و راوية راجع المثل رقم 3340 من مجمع الأمثال.

اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 693
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست