لَا زَيْداً) فَيُحْتَاجُ إِلَى الفَرْقِ.
وَ تَكُونُ زَائِدَةٌ نَحْوُ (وَ لٰا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ) (و مٰا مَنَعَكَ أَلّٰا تَسْجُدَ) أَىْ مِنَ السُّجُودِ إذْ لَوْ كَانَتْ غَيْرَ زَائِدَةٍ لَكَانَ التَّقْدِيرُ مَا مَنَعَكَ مِنْ عَدَمِ السُّجُودِ فَيَقْتَضِى أَنَّهُ سَجَدَ وَ الْأَمْرُ بِخَلَافِهِ.
و تَكُون مُزِيلَةً لِلَّبْسِ عِنْدَ تَعَدُّدِ الْمَنْفِىِّ نَحْوُ مَا قَامَ زَيْدٌ و لَا عَمْرٌو إِذْ لَوْ حُذِفَتْ لَجَازَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى نَفْىَ الاجْتِمَاعِ وَ يَكُونُ قَدْ قَامَا فِى زَمَنَيْنِ فَإِذَا قِيلَ مَا قَامَ زَيْدٌ وَ لَا عَمْرٌو زال اللَّبْسُ و تَعَلَّقَ النَّفْىُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَ مِثْلُهُ لَا تَجِدُ زَيْداً و عَمْراً قَائِماً فَنَفْيُهُمَا جَمِيعاً لا تَجِدُ زَيْداً وَ لَا عَمْراً قَائِماً و هٰذَا قَرِيبٌ فِى الْمَعْنَى مِنَ النّهْىِ.
و تَكُونُ (عِوَضاً) مِنْ حَرْفِ الشَّأْنِ و الْقِصَّةِ وَ مِنْ إِحْدَى النُّونَيْنِ فِى (أنَّ) إذَا خُفِّفَتْ نَحْوُ (أَ فَلٰا يَرَوْنَ أَلّٰا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا).
وَ تَكُونُ (لِلدُّعَاءِ) نَحْوَ لَا سَلِمَ وَ مِنْهُ (لٰا تَحْمِلْ عَلَيْنٰا إِصْراً) و تَجْزِمُ الفعلَ فِى الدُّعَاءِ جَزْمَهُ فِى النَّهْى.
وَ تَكُونُ (مُهَيِّئَةً) نَحْوُ لَوْ لا زَيْدٌ لَكَانَ كَذَا لِأَنَّ (لَوْ) كَانَ يَلِيها الْفِعْلُ فَلَمَّا دَخَلَتْ (لَا) مَعَهَا غَيَّرَتْ مَعْنَاهَا وَ وَلِيَهَا الاسْمُ وَ هِىَ فِى هذِهِ الْوُجُوهِ حَرْفٌ مُفْرَدٌ يُنْطَقُ بِهَا مَقْصُورَةً كَمَا يُقَالُ بَاتَاثَا بِخِلَافِ المُرَكَّبَةِ نَحْوُ الأَعْلَمِ و الأَفْضَلِ فَإِنَّهَا تَتَحَلَّلُ إِلَى مُفْرَدَيْنِ وَ هُمَا لَامْ ألِفُ.
وَ تَكُونُ عِوَضاً عَنِ الْفِعْلِ نَحْوُ قَوْلِهِمْ (إِمَّا لَا فَافْعَلْ هذَا) فَالتَّقْدِيرُ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ فَافْعَلْ هٰذَا وَ الْأَصْلُ فِى هٰذَا أَنَّ الرَّجُلَ يَلْزَمُهُ أَشْيَاءُ وَ يُطَالَبُ بِهَا فَيَمْتَنِعُ مِنْهَا فَيُقْنعُ مِنْهُ بِبَعْضِهَا وَ يُقَالُ لَهُ (إمَّا لَا فَافْعَلْ هذَا) أَىْ إِنْ لَمْ تَفْعلِ الْجَمِيعَ فَافْعَلْ هٰذَا ثُمَّ حُذِفَ الْفِعْلُ لِكَثْرَةِ الاسْتِعْمَالِ وَ زِيدَتْ (مَا) عَلَى (إنْ) عِوَضاً عَنِ الْفِعْلِ وَ لِهٰذَا تُمَالُ (لَا) هُنَا لِنِيَابَتِهَا عَنِ الْفِعْلَ كَمَا أُمِيلَتْ (بَلَى) و (يَا) فِى النِّدَاءِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُمْ مَن أَطَاعَكَ فَأكْرِمْهُ و مَنْ لَا فَلَا تَعْبَأْ بِهِ بِإِمَالَةِ (لَا) لِنِيَابَتهَا عَنِ الْفِعْلِ وَ قِيلَ الصَّوابُ عَدَمُ الْإِمَالَةِ لِأَنَّ الْحُرُوفَ لَا تُمَالُ قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ.