responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 619

[نفل]

النَّفَل: الغَنِيمَةُ قَالَ:

إِنَّ تَقْوَى ربِّنَا خَيْرُ نَفَلْ [1]

أَىْ خَيْرُ غَنِيمَةٍ وَ الْجَمْعُ (أَنْفَالٌ) مِثْلُ سَبَبٍ وَ أَسْبَابٍ وَ مِنْهُ (النَّافِلَةُ) فِى الصَّلَاةِ وَ غَيْرِهَا لِأَنَّهَا زِيَادَة عَلَى الْفَرِيضَةِ وَ الْجَمْعُ (نَوَافِلُ) و (النَّفْلُ) مِثْلُ فَلْسٍ مِثْلُهَا وَ يُقَالُ لِوَلَد الْوَلَدِ (نَافِلَةٌ) أَيْضاً وَ (أَنْفَلْتُ) الرَّجُلَ و (نَفَّلْتُهُ) بِالْأَلِفِ و بالتَّثْقِيلِ وَهَبْتُ لَهُ النَّفَلَ وَ غَيْرَهُ وَ هُوَ عَطِيَّةٌ لَا تُرِيدُ ثَوابَهَا مِنْهُ وَ (تَنَفَّلْتُ) فَعَلْتُ النَّافِلَةَ وَ (تَنَفَّلْتُ) عَلَى أَصْحَابِى أَخَذْتُ نَفَلًا عَنْهُمْ أَىْ زِيَادَةً عَلَى مَا أَخَذُوا.

[نفي]

نَفَيْتُ: الْحَصَى (نَفْياً) مِنْ بَابِ رَمَى دَفَعْتُهُ عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ (فَانْتَفَى) و (نَفَى) بِنَفْسِهِ أَىِ انْتَفَى ثُمَّ قِيلَ لِكُلِّ شَى‌ءٍ تَدْفَعُهُ وَ لَا تُثْبِتُهُ (نَفَيْتُهُ) (فَانْتَفَى) و (نَفَيْتَ) النَّسَبَ إِذَا لَمْ تُثْبِتْهُ و الرَّجُلُ (مَنْفِيُّ) النَّسَبِ و قَوْلُ الْقَائِلِ لِوَلَدِهِ لَسْتَ بِوَلَدِى لَا يُرَادُ بِهِ نَفْىُ النَّسَبِ بَلِ الْمُرَادُ هُنَا نَفْىَ خُلُقِ الْوَلَدِ و طَبْعِهِ الَّذِى تَخَلَّقَ بِهِ أَبُوهُ فَكَأَنَّهُ قَال لَسْتَ عَلَى خُلُقِى و طَبْعِى وَ هٰذَا نَقِيضُ قَوْلِهِمْ فُلَانُ ابْنُ أَبِيهِ وَ الْمَعْنَى هُوَ عَلَى خُلُقِهِ وَ طَبْعِهِ. فَائِدَةٌ: إِذَا وَرَدَ النَّفْىُ عَلَى شَى‌ءٍ مَوْصُوفٍ بِصِفَةٍ فَإِنَّمَا يَتَسَلَّطُ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ دُونَ مُتَعَلَّقِهَا نَحْوُ لا رَجُلَ قَائِمٌ فَمَعْنَاهُ لَا قِيَامَ مِنْ رَجُلٍ و مَفْهُومُه وُجُودُ ذٰلِكَ الرَّجُلِ قَالُوا وَ لَا يَتَسَلَّطُ النَّفْىُ عَلَى الذَّاتِ الْمَوْصُوفَةِ لِأَنَّ الذَّوَاتِ لَا تُنْفَى وَ إِنَّمَا تُنْفَى مُتَعَلَّقَاتُهَا وَ مِنْ هٰذَا الْبَابِ قَوْلُهُ تَعَالَى (إِنَّ اللّٰهَ يَعْلَمُ مٰا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ) فَالْمَنْفِىُّ إِنَّمَا هُوَ صِفَةٌ مَحْذُوفَةٌ لِأَنَّهُمْ دَعَوا شَيْئاً مَحْسُوساً وَ هُوَ الْأَصْنَامُ و التَّقْدِيرُ مِنْ شَى‌ءٍ يَنْفَعُهُمْ أَوْ يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ وَ نَحْوِ ذٰلِكَ لكِنْ لَمَّا انْتَفَتِ الصِّفَةُ الَّتِى هِىَ الثَّمَرَةُ الْمَقْصُودَةُ سَاغَ وَقُوعُ النَّفْىِ عَلَى الْمَوْصُوفِ لِعَدَمِ الانْتِفَاعِ بِهِ مَجَازاً و اتِّسَاعاً كَقَوْلِهِ تَعَالَى (لٰا يَمُوتُ فِيهٰا وَ لٰا يَحْيىٰ)* أَىْ لَا يَحْيَا حَيَاةً طَيِّبَةً وَ مِنْهُ قَوْلُ النَّاسَ لا مَالَ لِى أَىْ لَا مَالَ كَافٍ أَوْ لَا مَالَ يَحْصُلُ بِهِ الْغِنَى وَ نَحْوُ ذٰلِكَ وَ كَذٰلِكَ لَا زَوْجَةً لِى أَىْ حَسَنَةً وَ شِبْهُهُ وَ هٰذِهِ الطَّرِيقَةُ هِىَ الْأَكْثَرُ فِى كَلَامِهِمْ وَ لَهُمْ طَرِيقَةٌ أُخْرَى مَعْرُوفَةٌ وَ هِىَ نَفْىُ الْمَوْصُوفِ فَيَنْتَفِى ذٰلِكَ الْوَصْفُ بِانْتِفَائِهِ فَقَوْلُهُمْ لَا رَجُلَ قَائِمٌ مَعْنَاهُ لَا رَجُلَ مَوْجُودٌ فَلَا قِيَامَ مِنْهُ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسَ.

عَلَى لا حِبٍ لَا يُهْتَدَى بِمَنَارِهِ [2]

أَىْ لَا مَنَارَ فَلَا هِدَايَةَ بِهِ وَ لَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ لِهٰذِهِ الطَّرِيقِ مَنَاراً مَوْجُوداً وَ لَيْسَ يُهْتَدَى بِهِ وَ قَالَ الشَّاعِرُ:

لَا يُفْزِع الأَرْنَبَ أهوالُهَا * * *و لا تَرَى الضَّبَّ بها يَنْجَحِرْ

أَىْ لَا أَرْنَبَ فَلَا يُفْزِعُهَا هَوْلٌ وَ لَا ضَبَّ فَلَا‌


[1] لبيد- و صدر البيت

(و بإذن اللّهِ رَيْثِى و العَجَل)

. (2) عَجْزُه-

إذَا سَافَهُ العَوْدُ النُّبَاطِىُّ جَرْجَرا

.

اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 619
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست