اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد الجزء : 1 صفحة : 59
الصغَانِيُّ أَنَّ (أَبْكَرَ) يُسْتَعْمَلُ مُتَعدِّياً فيقالُ (أَبْكَرْتُهُ) و قال أبو زيدٍ فى كِتَابِ المَصَادِرِ (بَكَرَ بُكُوراً) وَ غَدا غُدُوًّا هذانِ من أوّلِ النهارِ و قال ابْنُ جنِّى الأَبنِيَةُ الثلاثةُ بِمَعْنَى الإِسْرَاعِ أىَّ وقْتٍ كَانَ و (بَاكَرْتُه) بمعنى (بَكرتُ) إلَيْهِ و أَتَانِي (بكْرَةً) و (بَاكِراً) بمعنًى و (بَكِرَ بَكَراً) كَانَ صَاحِبَ بكُورٍ و (بَكَّر) بالصلاةِ صلَّاهَا لأوّلِ وَقْتِها و (ابْتَكَرْتُ) الشيءَ أَخَذْتُ أَوَّلَه و عليه
قوله عليه الصلاة و السلام «من بَكَّرَ و ابْتَكَرَ»
أَىْ مَنْ أَسْرَعَ قَبْلَ الأَذَان و سَمِعَ أوّلَ الْخُطْبَةِ.
و (بَاكُورَةُ) الفاكِهَةِ أَوَّلُ مَا يُدْرَكُ منها و (ابْتَكَرْتُ) الفاكِهَة أَكَلْتُ بَاكورَتها قال أبو حاتمٍ (البَاكُورَةُ) منْ كُلِّ فَاكِهةٍ ما عجَّلَ الْإِخْرَاجَ و الجمعُ البَوَاكِيرُ و (البَاكُورَاتُ) و نَخْلَةٌ (بَاكُورَةٌ) و (بَاكُورٌ) و (بَكُورٌ) و الجمع (بُكُرٌ) مثلُ رَسُولٍ و رُسُلٍ و (البِكْرُ) خِلَافُ الثَّيِّبِ رَجُلًا كان أوِ امْرَأةً و هو الذى لم يَتَزَوَّجْ و عليه قولُه (البِكْر بالبِكْرِ) جَلْدُ مائةٍ و تغريبُ عَامٍ و المعنى زِنَا البِكْرِ بالْبِكْرِ فيه جَلْدُ مائةٍ أو حَدّهُ جَلْدُ مِائَةٍ و الجمعُ (أَبْكَارٌ) مثلُ حِمْلٍ و أَحْمَالٍ و (البَكَارَةُ) بالفَتْحِ عُذْرَةُ المرأَةِ و مَوْلُودٌ (بكْرٌ) إذا كان أوّلَ وَلَدٍ لأبَوَيْهِ و (البَكْرُ) بالفتحِ الفَتِىُّ من الإِبِلِ و بهِ كُنِىَ و منْه (أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ) و الجَمْعُ (أبْكُرٌ) و (البَكْرَةُ) الأُنْثَى و الجمعُ (بِكَارٌ) مِثلُ كَلْبَةٍ و كِلَابٍ و قد يقال (بِكَارَةٌ) مثلُ حِجَارَةٍ و (البَكَرَةُ) الّتى يُسْتَقَى عليها بفَتْحِ الكَافِ فتُجْمَعُ على (بَكَرٍ) مثلُ قَصَبَةٍ و قَصَبٍ و تسَكَّنُ فتُجمَعُ على (بَكَراتٍ) مثلُ سَجْدَةٍ و سَجَداتٍ و (أبُو بَكْرَة) كُنْيَةُ نُفَيعِ بنِ الحٰرِثِ الثَّقَفِىِّ و قيل نُفَيْعُ بنُ مَسْرُوحٍ و كُنِىَ بِها لأَنَّهُ تَدَلَّى منْ سُورِ الطَّائِفِ على بَكْرَةٍ.
[بكم]
بَكِمَ: (يَبْكَمُ) من بابِ تَعِبَ فهو (أبْكَمُ) أى أَخْرَسُ و قِيلَ الأخْرَسُ الذى خُلِقَ و لا نُطْقَ لهُ و (الأَبْكمُ) الّذِى لَهُ نُطْقٌ و لا يَعْقِلُ الجَوابَ و الجمعُ بُكْمٌ.
[بكي]
بَكَى: (يَبْكِي بُكًى و بُكَاءً) بِالقَصْرِ وَ المدِّ و قيلَ القصْرُ مَعَ خُرُوجِ الدُّمُوعِ و المدُّ على إِرَادَةِ الصَّوْتِ و قد جَمَع الشاعرُ اللُّغَتَينِ فقَال:
بَكَتْ عَيْنى و حقَّ لها بُكَاهَا * * *و ما يُغْنِى البُكَاءُ و لا الْعَوِيلُ [1]
و يَتَعَدَّى بالهَمْزَةِ فيقَالُ (أَبْكَيْتُهُ) و يقَالُ (بَكَيْتُهُ) و (بَكَيْتُ) عليهِ و (بَكَيْتُ لَهُ) و (بَكَّيْتُهُ) بالتَّشْدِيدِ و (بَكَتِ) السَّحَابَةُ أَمْطرَتْ.
[1] هذا البيت مطلع قصيدة فى رثاء حمزة رضى اللّه عنه عمّ النبى (صلَّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ) اختلف فى قائلها: قيل لحسان، و قيل لعبد اللّه بن رواحة، و نسبها أبو زيد لكعب ابن مالك و هؤلاء الثلاثة- رضى اللّه عنهم- شعراء النبى (صلَّى اللّهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ).
و قد أورد ابن هشام فى السيرة القصيدة فى غزوة أحد- فارجع إليها فى سيرة ابن هشام.
اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد الجزء : 1 صفحة : 59