بِالتَّثْقِيلِ و التَّخْفِيفِ لِلتَّخْفِيفِ وَ قَدْ جَمَعَهُمَا الشَّاعِرُ فَقَالَ:
لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ * * *إِنَّمَا الْمَيْتُ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ
وَ أَمَّا الْحَىُّ (فَمَيِّتٌ) بِالتَّثْقِيلِ لَا غَيْرُ و عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ» أَىْ سَيَمُوتُونَ وَ يُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ (أَمَاتَهُ) اللّهُ و (الْمَوْتَةُ) أَخَصُّ مِنَ (الْمَوْتِ) وَ يُقَالُ فِى الْفَرْقِ (مَاتَ) الإِنْسَانُ و (نَفَقَتِ) الدَّابَّةُ و (تَنَبَّلَ) الْبَعِيرُ وَ (مَاتَ) يَصْلُحُ فِى كُلِّ ذِى رُوحٍ و (تَنَبَّلَ) عِنْدَ ابْنِ الْأَعْرَابِىِّ كَذلِكَ و (الْمُوَاتُ) بِضَمِّ الْمِيمِ و الْفَتْحُ لُغَةٌ مِثْلُ الْمَوْتِ وَ (مَاتَتِ) الْأَرْضُ (مَوَتَاناً) بِفَتْحَتَيْنِ و (مَوَاتاً) بِالْفَتْحِ خَلَتْ مِنَ العِمَارَةِ و السُّكَّانِ فَهِىَ (مَوَاتٌ) تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَ قِيلَ (الْمَوَاتُ) الْأَرْضُ الَّتِى لَا مَالِكَ لَهَا و لا يَنْتَفِعُ بِهَا أَحَدٌ و (الْمَوَتَانُ) الَّتِى لَمْ يَجْرِ فِيهَا إِحْيَاءٌ وَ (مَوَتَانُ) الْأَرْضِ للّهِ وَ رَسُولِهِ قَالَ الْفَارَابِىُّ (الْمَوَتَانُ) بِفَتْحَتَيْنِ (الْمَوْتُ) وَ هُوَ أَيْضاً ضِدُّ الْحَيَوَانِ يُقَالُ اشْتَرِ مِنَ (الْمَوَتَانِ) وَ لَا تَشْتَرِ مِنَ الْحَيَوانِ وَ كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّى النَّوْمَ (مَوْتاً) وَ تُسَمِّى الانْتِبَاهَ حَيَاةً وَ رَجُلٌ (مَوْتَانُ الْفُؤَادِ) وِزَانُ سَكْرَانَ أَىْ بَلِيدٌ و (الْمِيتَةُ) بِالْكَسْرِ لِلْحَالِ وَ الْهَيْئَةِ وَ (مَاتَ) (مِيتَةً) حَسَنَةً و (الْمَيْتَةُ) مِنَ الْحَيَوانِ مَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ وَ الْجَمْعُ (مَيْتَاتٌ) و أَصْلُهَا (مَيِّتَةٌ) بِالتَّشْدِيدِ قِيلَ و التُزِمَ التَّشْدِيدُ فى مَيِّتَةِ الأَنَاسِىِّ لأَنَّهُ الْأَصْلُ وَ الْتُزِمَ التَّخْفِيفُ فِى غَيْرِ الْأَنَاسِىِّ فَرْقاً بَيْنَهُمَا وَ لِأَنَّ اسْتِعْمَالَ هذِهِ أَكْثَرُ مِنَ الْآدَمِيَّاتِ فَكَانَتْ أَوْلَى بِالتَّخْفِيفِ و (الْمَوْتَى) جَمْعُ مَنْ يَعْقِلُ و (الْمَيِّتُونَ) مُخْتَصٌّ بِذُكُورِ الْعُقَلَاءِ و (الْمَيِّتَاتُ) بِالتَّشْدِيدِ لِإِنَاثِهِمْ وَ بِالتَّخْفِيفِ لِلْحَيَوَانَاتِ كُلُّ جَمْعٍ عَلَى لَفْظِ مُفْرَدِهِ وَ (الْأَمْوَاتُ) جَمْعُ (مَيْتٍ) مِثْلُ بَيْتٍ وَ أَبْيَات قَالَ تَعَالَى «أَحْيٰاءً وَ أَمْوٰاتاً» وَ الْمُرَادُ (بِالْمَيْتَةِ) فى عُرْفِ الشَّرْعِ مَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ أَوْ قُتِلَ عَلَى هَيْئَةٍ غَيْرِ مَشْرُوعَةٍ إِمَّا فِى الْفَاعِلِ أَوْ فِى الْمَفْعُولِ فَمَا ذُبِحَ لِلصَّنَمِ أَوْ فِى حَالِ الْإِحْرَامِ أَوْ لَمْ يُقْطَع مِنْهُ الْحُلْقُومُ (مَيْتَةٌ) و كَذَا ذَبْحُ مَا لَا يُؤْكَلُ لَا يُفِيدُ الحِلَّ وَ يُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ لِلْحِلِّ مَا فِيهِ نَصٌّ.
ومُؤْتَةُ: بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وِزَانُ غُرْفَةٍ وَ يَجُوزُ التَّخْفِيفُ قَرْيَةٌ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ بِطَرَفِ الشَّامِ الَّذِى يَخْرُجُ مِنْهُ أَهْلُهُ إِلَى الْحِجَازِ وَ هِىَ قَرِيبَةٌ مِنَ الكَرَكِ وَ بِهَا وَقْعَةٌ مَشْهُورَةٌ قُتِلَ فِيهَا جَعْفَرُ ابْنُ أَبِى طَالِبٍ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ وَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ.
[موث]
مَاثَ: الشَّىءُ (مَوْثاً) مِنْ بَابِ قَالَ و (يَمِيثُ) (مَيْثاً) مِنْ بَابِ بَاعَ لُغَةٌ ذَابَ فِى الْمَاءِ وَ (مَاثَهُ) غَيْرُهُ مِنْ بَابِ قَالَ يَتَعَدَّى وَ لَا يَتَعَدَّى