responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 539

زَيدٌ فَأَكرِمْهُ دُونَ غَيرِهِ مِن أَدَوَاتِ الشَّرطِ وَ يَكُونُ لِلتَّأْكِيدِ فَيتبَعُ مَا قَبلَهُ فِي إِعرَابِهِ وَ قَد يُقَامُ مُقَامَ الاسمِ فَيَلِيهِ العَامِلُ نَحوُ مَرَرتُ بِكُلِّ القَوْمِ وَ لَا يُؤَكَّدُ بِهِ إِلَّا مَا يَقبَلُ التَّجزِئَةَ حِسًّا أو حُكماً نَحوُ قَبَضتُ المَالَ كُلَّهُ وَ اشتَرَيتُ العَبدَ كُلَّهُ و أَمَّا صُمتُ اليَومَ كُلَّهُ فَلَا يَمتَنِعُ لُغَةً لِأَنَّ الصَّومَ لُغَةً عِبَارَةٌ عَنِ مُطلَقِ الإِمْسَاكِ فَالْيَومُ يَقْبَلُ التَّجزِئَةَ وَ أُجِيزَ ذَلِكَ عُرْفاً لِأَنَّ المُتَكَلِّمِ إِذَا قَالَ صُمتُ الْيَوْمَ فَقَدْ يَتَوَهَّمُ السَّامِعُ أَنَّهُ يُرِيدُ الوَضعَ اللُّغَوِىَّ فَيَرْفَعُ ذلِكَ الْوَهْمَ بِالتَّوْكِيدِ. وَ (الْكِلَّةُ) بِالْكَسْرِ سِتْرٌ رَقِيقٌ يُخَاطُ شِبْهَ البَيْتِ وَ الْجَمْعُ (كِلَلٌ) مِثْلُ سِدْرَةٍ و سِدَر و (كِلَّاتٌ) أَيضاً عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدَةِ.

[كلم]

كَلَّمْتُهُ: (تَكْلِيماً) و الاسْمُ (الْكَلَامُ) و (الْكَلِمَةُ) بالتثقيل [1] لُغَةُ الْحِجَاز و جَمْعُهَا (كَلِمٌ) و (كَلِمَاتٌ) وَ تُخَفَّفُ [2] الْكَلِمَةُ عَلَى لُغَةِ بَني تَمِيم فَتَبْقَى وِزَانَ سِدْرَة. و (الكَلَامُ) فِي أَصل اللُّغَةِ عِبَارَةٌ عَنْ أَصوَاتٍ مُتَتَابِعَةٍ لمعنًى مَفْهُومٍ وَ فِي اصطِلَاحِ النُّحَاةِ هُوَ اسْمٌ لِمَا تَرَكَّبَ مِن مُسنَدٍ وَ مُسنَدٍ إِلَيْهِ وَ لَيْسَ هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ فِعْل الْمُتَكَلِّمِ وَ رُبَّمَا جُعِلَ كَذلِكَ نَحْوُ عَجبتُ مِن (كَلَامِكَ) زَيداً فَقَولُ الرَّافِعىّ (الكَلَامُ) يَنقَسِمُ إِلَى مُفِيدٍ وَ غَيْرِ مُفِيدٍ لَمْ يُرِدِ (الْكَلَامَ) فِي اصْطِلَاحِ النُّحَاةِ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا مُفِيداً عِنْدَهُمْ وَ إِنَّمَا أَرَادَ اللَّفْظَ وَ قَد حَكَى بَعْضُ الْمُصَنِّفِينَ أَنَّ (الْكَلَامَ) يُطلَقُ عَلَى الْمُفِيدِ وَ غَيْرِ الْمُفِيدِ قَالَ وَ لِهذَا يُقَالُ هذَا (كَلَامٌ) لَا يُفِيدُ وَ هذَا غَيرُ مَعْرُوفٍ و تَأْويلُهُ ظَاهِرٌ و‌

قوله عليه الصَّلَاةُ و السَّلَامُ «اتقُوا اللّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّمَا أخذتُمُوهُنَّ بأَمَانَةِ اللّهِ و استَحلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَة اللّهِ»

الأمَانَةُ هُنَا قَوْلُهُ تَعَالَى «فَإِمْسٰاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسٰانٍ» و (الكَلِمَةُ) إِذْنُهُ في النِّكَاحِ و (تَكَلَّمَ) (كَلَاماً) حَسَناً وَ (بِكَلَامٍ) حَسَنٍ و (الكَلَامُ) فِي الْحَقِيقَةِ هُوَ الْمَعْنَى الْقَائِمُ بِالنَّفْسِ لِأَنَّهُ يُقَالُ فِي نَفسِي كَلَامٌ و قَالَ تَعَالَى «يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ» قَالَ الآمِدِىُّ و جَمَاعَةٌ و لَيْسَ المُرَادُ مِنْ إِطْلَاقِ لَفْظِ الْكَلَامِ إِلَّا الْمَعْنَى الْقَائِمَ بِالنَّفْسِ وَ هُوَ مَا يَجدُهُ الْإِنْسَانُ مِن نَفْسِهِ إِذَا أَمَرَ غَيْرَهُ أَو نَهَاهُ أَو أَخبَرَهُ أَو استَخبَرَ مِنهُ و هذِهِ المَعَانِي هِىَ الَّتِي يُدَلُّ عَلَيهَا بِالْعِبَارَاتِ و يُنَبَّهُ عَلَيهَا بالْإِشَارَاتِ كَقَولِهِ:

إِنَّ الكَلَامَ لَفِي الْفُؤَادِ وَ إِنَّمَا * * *جُعِلَ اللِّسَانُ عَلَى الفُؤَادِ دَلِيلَا

وَ مَنْ جَعَلَهُ حَقِيقَةً فِي اللِّسَانِ فَإِطلَاقٌ اصْطِلَاحِىٌّ وَ لَا مُشَاحَّةَ فِي الاصطِلَاحِ وَ (تَكَالَمَ الرَّجُلَانِ) كَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ الآخَرَ و (كَالَمْتُهُ) جَاوَبْتُهُ و (كَلَمْتُهُ) (كَلْماً)


[1] المراد بالتثقيل كسر اللام مع فتح الكاف.

[2] المراد بالتخفيف سكون اللام مع كسر الكاف.

اسم الکتاب : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي المؤلف : الفيومي، أحمد بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 539
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست