يا معشر قريش، إنى قد أجرت محمدا فلا يهجه أحد منكم. فانتهى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى الركن فاستلمه و صلى ركعتين و انصرف إلى بيته، و مطعم بن عدى و ولده مطيفون به [1]
الإسراء و المعراج
ثم أسرى بجسد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) المكرّم، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء العليا، إلى سدرة المنتهى، إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام، و فرض عليه و على أمته الصلوات الخمس، و ذلك ليلة سبع عشرة [ص/ 20] من شهر ربيع الأول، و قيل: غير ذلك فى تاريخه، و الأول من المروى عن عائشة و أم سلمة و أم هانئ، و عبد اللّه بن عمرو و عبد اللّه بن عباس رضى اللّه عنهم [2].
و اختلف العلماء فى الإسراء و المعراج، هل كانا فى ليلة واحدة أولا؟ و أيهما كان قبل الآخر؟ و هل كان ذلك كله فى اليقظة أو فى المنام؟ أو بعضه فى اليقظة و بعضه فى المنام؟ و القول أنه كان فى المنام ضعيف عند أهل العلم [3].
و فى صبيحة ليلة المعراج كان نزول جبريل (عليه السلام) و إمامته بالنبى (صلى اللّه عليه و سلم) ليريه أوقات الصلوات الخمس.
و لما أخبر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قريشا بالإسراء استهزءوا به، فجلى اللّه له بيت المقدس، فوصفه لهم و هو ينظر إليه [4].
[1] انظر هذا الخبر فى تاريخ الطبرى 2/ 347، 348، و الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 1/ 142، و نهاية الأرب للنويرى 16/ 282.
[2] ذكر هذه الروايات ابن سعد فى الطبقات الكبرى 1/ 1/ 143.
[3] معظم العلماء يرجحون أنه كان بالروح و الجسد فى اليقظة، انظر هذا الخبر فى زاد المعاد للإمام ابن قيم الجوزية 2/ 47- 49، و الروض الأنف للسهيلى 1/ 342، و عيون الأثر لابن سيد الناس 1/ 146.
قال النويرى فى نهاية الأرب 16/ 293- 294، قال القاضى عياض: و الحق و الصحيح إن شاء اللّه أنه إسراء بالجسد و الروح فى القصة كلها و عليه تدل الآية، و صحيح الأخبار و الاعتبار.