لما ولدته صلى اللّه عليه و سلم أمه أرضعته سبعة أيام، ثم أرضعته ثويبة الأسلمية مولاة أبى لهب أياما [1] و أرضعت معه أبا سلمة عبد اللّه بن عبد الأسد المخزومى بلبن ابنها مسروح، و هى أم عمه [2] حمزة من الرضاعة [3].
و كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يصلها و هى بمكة. و كانت خديجة تكرمها، و قيل: إنها سألت أبا لهب فى أن تبتاعها منه لتعتقها فلم يفعل، فلما هاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة اعتقها أبو لهب، و قيل: أعتقها أبو لهب حين بشرته بولادة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يبعث إليها من المدينة بصلة و كسوة، حتى جاءه خبرها أنها قد توفيت مرجعه من خيبر، فقال: ما فعل ابنها مسروح؟ فقيل: مات قبلها. و لم يبق من قرابتها أحد [4]، و اختلف فى إسلامها، و رأى: أبا لهب: بعض أهله فى النوم [ص/ 7] بشرّ حيبة [5] فقال: ما ذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم نذق بعدكم رخاء غير أنى سقيت فى هذه بعتاقتى ثويبة، و أشار إلى النقرة التى بين الإبهام و التى تليها من الأصابع [6].
ثم أرضعته صلى اللّه عليه و سلم أم كبشة، حليمة بنت أبى ذؤيب عبد اللّه بن الحارث السعدية، فروى عنها أنها قالت: لما وضعته فى حجرى أقبل عليه ثدياى بما شاء [7] من اللبن، فشرب حتى روى، و شرب معه أخوه حتى روى، و ناما، و ما كان
[1] كذلك فى أنساب الأشراف للبلاذرى 1/ 96، و دلائل النبوة للبيهقى 1/ 131 و ما بعدها، و الإصابة لابن حجر العسقلانى 7/ 524.
[3] انظر رضاعته صلى اللّه عليه و سلم فى أنساب الأشراف للبلاذرى 1/ 92، و الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 1/ 67، و دلائل النبوة للبيهقى 1/ 131 و ما بعدها، و نهاية الأرب فى فنون الأدب للنويرى 16/ 80 و ما بعدها.
[4] الخبر فى الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 1/ 68. و نهاية الأرب للنويرى 16/ 80/ 81، و الإصابة لابن حجر العسقلانى 5/ 524، 525.