يتمثل هذا فى ترجيح الروايات و الأخبار و ذكر الصحيح منها و بيان ما هو باطل و ذلك على النحو التالى:
فى كثير من الأمور الراجحة يذكر القاضى ابن جماعة الأمر الراجح فيها و يقول:
" هذا هو المشهور" [1] كما حدث أثناء كلامه عن حمل السيدة آمنة أم النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، و وفاة عبد اللّه والد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بدار النابغة بالمدينة عند أخواله بنى عدى بن النجار.
و عند الحديث عن مولد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول:" المشهور أن سيدنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ولد بمكة عام الفيل، و قيل بعده بثلاثين عاما، و قيل بأربعين عاما، فى شهر ربيع الأول، يوم الاثنين قيل: لعشرة خلت منه، حين طلع الفجر، و قيل: ثانيه، و قيل:
ثالثه و قيل: ثامنه، و قيل: ثانى عشرة، و قيل: فى صفر، و قيل: فى الثانى عشر من رمضان، و قيل: فى شهر ربيع الآخر، و الصحيح الأول" [2].
و فى الحديث عن وفاة آمنة أم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: و قيل: توفيت آمنة أم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بمكة، و دفنت فى شعب من شعاب الحجون بمكة، و قيل: توفيت و له (صلى اللّه عليه و سلم) ثمان سنين، و قيل: سبع، و قيل: أربع، و المشهور ما حكيناه أولا من أنها توفيت بالأبواء و رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ابن ست سنين" [3].
و يقول القاضى ابن جماعة: سئل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، أتذكر موت عبد المطلب؟ قال:
نعم، أنا يومئذ ابن ثمان سنين، قاله الشيخ شرف الدين الدمياطى، و جزم به، و هو المشهور [4].
و فى الحديث عن ميلاد عبد اللّه بن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) يقول القاضى ابن جماعة: ثم ولد له عبد اللّه بعد النبوة، على الصحيح، و يسمى الطيب و الطاهر على الصحيح [5].