الحمد للّه رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد سيد المرسلين و صاحب الخلق الكريم، بشّر و أنذر، و وعد و أوعد أنقذ اللّه به البشر من الضلالة، و هدى الناس إلى صراط مستقيم، صراط اللّه الّذي له ما فى السموات و ما فى الأرض، ألا إلى اللّه تصير الأمور، و بعد:
فإن سيرة النبي صلى اللّه عليه و سلم هى السيرة التامة العامة الشاملة لجميع أطوار الحياة، فلذلك كانت أسوة للذين اتبعوه.
فما زالت البشرية تتهادى فى سيرها، و تسرع فى خطوها حتى بعثت خير أمة أخرجت للناس ليخرج بها اللّه عز و جل الأنام من الظلمات إلى النور، و يقيم بها الملة العوجاء و يهدى بها إلى سواء السبيل.
ستظل سيرة النبي محمد (صلى اللّه عليه و سلم) هى الرصيد التاريخى الأول الّذي تستمد منه الأجيال المتلاحقة من ورثة النبوة و حملة مشاعل العقيدة زاد مسيرها، و عناصر بقائها، و أصول امتدادها.
و من درس تاريخ النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، و أعطاه حقه من النظر و الفكر و التحقيق رأى نسقا من التاريخ العجيب، استعلى به الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) و الفئة المؤمنة معه على عناصر المادة و عوامل الجذب الأرضى، و ارتقوا بالإنسانية إلى درجات لم تشهدها على امتداد عصورها و أزمانها.
و من يعمق النظر فى سيرته (صلى اللّه عليه و سلم) محاولا أن يتتبع السر الّذي وقع فى التاريخ اللفر؟؟؟
المجدب فأخصب به، و أنبتت الدنيا أزهاره الإنسانية الجميلة فأنشأ (صلى اللّه عليه و سلم) رجالا.
و لو تأملت فى أفعاله (صلى اللّه عليه و سلم) وجدتها تقول لك: إنى أصنع أمة لها تاريخ الأرض من بعد.