لقد قام القاضى ابن جماعة بتدريس العلم فى أماكن عديدة، و كان أول تدريسه بالمدرسة الصالحية [1]، سنة أربع عشرة و سبع مائة، ثم درّس بالجامع الأقمر [2]، و الزاوية الخشابية [3] بمصر، و درس بالجامع الطولونى، الحديث و الفقه، و درس أيضا بدار الحديث الكاملية [4]. و غيرها من أماكن العلم و التعليم‌ [5].

الأعمال التى أسندت إليه:

نظرا لما عليه القاضى ابن جماعة من الكفاءة و العلم فقد أسندت إليه بعض الأعمال غير قيامه بالتدريس و تعليم طلبة العلم، فقد ولى وكالة بيت المال، و وكالة الخاص، ثم ولى قضاء القضاة بالديار المصرية بعد قاضى القضاة جلال الدين أبو عبد اللّه محمد ابن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد العجلى القزوينى الدمشقى ت 739 ه سنة ثمان و ثلاثين، و استعفى القاضى ابن جماعة من القضاء مرات فأعفى مرة، و عين القاضى تاج الدين المناوى يوما واحدا، ثم أعيد قاضى القضاة ابن جماعة، ثم عزل سنة ثمان و خمسين بالشيخ بهاء الدين بن عقيل، ثم أعيد بعد ثمانين يوما ثم استعفى و صمم على ذلك فأعفى، و ولى قضاء القضاة بهاء الدين السبكى، و استقر معه تدريس الخشابية و درسا جامع ابن طولون، ثم توجه إلى مكة للمجاورة و توجه إلى المدينة الشريفة للزيارة [6].

[1] التى بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب فى القاهرة، و رتب فيها دروسا أربعة للفقهاء المنتمين إلى المذاهب الأربعة فى سنة 641 ه، انظر المواعظ و الاعتبار للمقريزى 2/ 374. مطبعة بولاق- مصر- 1394 ه.

[2] أنشأ هذا الجامع الوزير محمد بن فاتك البطائحي بأمر من الخليفة الآمر بأحكام اللّه المنصور، و يعرف بالجامع الأقمر. انظر الخطط المقريزية للمقريزى 2/ 290- 293،

[3] الزاوية الخشابية من زوايا الجامع العمرى بمصر، و كان الإمام الشافعى رحمه اللّه يجلس فيها، و إنما عرفت بالخشابية لطول مكث المجد عيسى بن عمر بن الخشاب فى تدريسها، أنظر ذيل رفع الإصر لشمس الدين السخاوى ص 182- 183 تحقيق جودة هلال و محمد محمود صبح- طبعة الدار المصرية للتأليف و الترجمة- القاهرة بدون تاريخ.

[4] بالقاهرة أنشأها السلطان الكامل بن الملك العادل، انظر خطط المقريزى 2/ 375.

[5] انظر الذيل على العبر لأبى زرعة 1/ 205، و طبقات الحفاظ للسيوطى ص 536.

[6] الذيل على العبر لأبى زرعة 1/ 206.