و فى هذه السنة قيل: قدم خالد بن الوليد، و عثمان بن طلحة، و عمرو بن العاص [1] إلى المدينة فأسلموا، و قيل: إن خالدا و عمرا أسلما قبل ذلك، و شهدا خيبرا و هو الصحيح.
و فيها عمل منبر النبي (صلى اللّه عليه و سلم) و خطب عليه، و حن إليه الجذع الّذي كان يخطب عنده، و هو أول منبر عمل فى الإسلام، و كان من أثل الغابة، عمله غلام لامرأة من الأنصار اسمه مينا، و قيل: إبراهيم. و قيل غير ذلك، و كان درجتين و مجلسا [2].
و فى السنة التاسعة:
غزوة تبوك [3] فى ثلاثين ألفا، معهم عشرة آلاف فرس، و هى آخر غزواته (صلى اللّه عليه و سلم) و عددها سبع و عشرون، كما ذكرنا، و بذلك جزم الشيخ الحافظ شرف الدين الدمياطى [4].
و هو قول موسى بن عقبة و ابن إسحاق كما حكى عنهما ابن سعد [5]، و قول الواقدى [6].
و قيل: كانت غزواته (صلى اللّه عليه و سلم) خمسا و عشرين. و قيل: تسع عشرة. و قيل: إحدى و عشرين، و قيل: ستا و عشرين، و قيل: أربعا و عشرين. قاتل (صلى اللّه عليه و سلم) فيها فى تسع [7]:
بدر، و أحد، و الخندق، و قريظة، و المصطلق، و خيبر، [ص/ 36] و الفتح، و حنين، و الطائف.
و قيل: قاتل فى بنى النضير و الغابة و وادى القرى من أعمال خيبر، و تسمى هذه السنة سنة الوفود [8]؛ لكثرة من وفد فيها على النبي (صلى اللّه عليه و سلم) و فيها آلى النبىّ (صلى اللّه عليه و سلم) من
[1] انظر خبر هؤلاء الثلاثة فى الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 260، 4/ 569، 5/ 251، و الإصابة لابن حجر العسقلانى 2/ 374، 4/ 569، 5/ 56.
[2] انظر خبر منبر الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) فى الوفاء بأحوال المصطفى لابن الجوزى 2/ 455.
[3] انظر خبر هذه الغزوة فى السيرة النبوية لابن إسحاق 2/ 282، و المغازى للواقدى 3/ 989، و السيرة النبوية لابن هشام 4/ 169 قال: و هى غزوة العسرة، و الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 1/ 118، و جوامع السيرة النبوية لابن حزم ص 298.
[4] انظر المختصر فى سيرة سيد البشر لشرف الدين الدمياطى الورقة (118).