اسم الکتاب : المحيط في اللغة المؤلف : الصاحب بن عباد الجزء : 1 صفحة : 17
و الموضوعية و المعرفة الصادقة.
لقد اعتمد الصاحب في تكوين ثقافته اللغوية على الأساتذة الذين نذكرهم فيما يأتي:
1- ابن العميد:
«أبو الفضل، محمد بن الحسين: عين المشرق، و لسان الجبل، و عماد ملك آل بويه، و صدر وزرائهم، و أوحد العصر في الكتابة و جميع أدوات الرئاسة و آلات الوزارة، و الضرب في الآداب بالسهام الفائزة، و الأخذ من العلوم بالأطراف القوية. يُدْعىٰ الجاحظ الأخير، و الأستاذ و الرئيس. يُضرَب به المثل في البلاغة، و يُنتهىٰ إليه في الإِشارة بالفصاحة و البراعة، مع حسن الترسل و جزالة الألفاظ و سلاستها، إلى براعة المعاني و نفاستها. و ما أحسن و أصدق ما قال الصاحب- و قد سأله عن بغداد عند منصرفه عنها-: بغداذ في البلاد كالأستاذ في العباد.
و كان يقال: «بُدئت الكتابة بعبد الحميد و خُتمت بابن العميد» [38].
ولد في آخر سنةٍ من القرن الثالث أو أول سنةٍ من القرن الرابع. و تولّى الوزارة لركن الدولة بعد وفاة أبي علي القمي سنة 328 ه و كان عمره دون الثلاثين.
«كان أكتب أهل عصره و أجمعهم لآلات الكتابة: حفظاً للُّغة و الغريب، و توسُّعاً في النحو و العروض، و اهتداءً إلى الاشتقاق و الاستعارات، و حفظاً للدواوين من شعراء الجاهلية و الإِسلام» [39]، و يُعَدُّ- بحقٍّ- من أبرز أساتذة ابن