responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحجة في تقريرات الحجة المؤلف : الصافي الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 46

الوجود اللفظي فإنّ وجود لفظ زيد حقيقة ليس إلّا الصوت، و هو كيف مخصوص، فهو من الأعراض، و يطلق على ما هو حقيقة زيد مجازا فالوجود اللفظي و الكتبي يعني القسمين الأخيرين ليسا وجودا حقيقيا، بل هما وجودان مجازيان.

و نزيد على هذه الأقسام الأربعة المتقدمة نحن قسما آخر و إن لم يكن في اصطلاح أهل المعقول و هو: أنّ للشي‌ء وجودا آخر، و هو أنّ وجوده المرآتي مثل وجود تمثالك في المرآة إذا نظرت بها، فهو يعني الصورة الحاصلة في المرآة أيضا وجود منك و ليس من الأقسام الأربعة المتقدمة، و الفرق بين الوجود المرآتي الذي قلنا مع الوجود اللفظي و الكتبي هو أنّ الموجود بالوجود الحقيقي أو الذهني لا يمكن ايجاده بالوجود اللفظي أو الكتبي إلّا بالجعل و المواضعة، فإنّه لا يصحّ كون الزاء و الياء و الدال وجود لفظي لزيد الموجود بالوجود الخارجي العيني إلّا بعد الجعل و المواضعة، يعني بعد جعل جاعل و المواضعة عليه يكون تنزيلا لهذه الحروف تنزيل الوجود اللفظي لزيد، و كذلك في الوجود الكتبي فإنّ هذا الشكل المخصوص المكتوب بعد الجعل يصير وجودا تنزيليا لزيد الحقيقي.

و أمّا في القسم الذي قلنا فهو وجود لزيد و لو لم يكن جعل، فبصرف مقابلة زيد للمرآة يقال: إنّ هذا زيد، و لا يحتاج في ذلك الى جعل و إن كان هذا التنزيل يعني إطلاق زيد على ما يرى في المرآة مجازا إلّا أنّ ذلك مجاز لا يحتاج الى جعل و الوجود اللفظي و الكتبي مجازان للوجود الحقيقي مع الجعل و المواضعة.

فظهر لك ممّا مرّ أنّ صيرورة لفظ الوجود التنزيلي للوجود الحقيقي أعني الذهني و الخارجي محتاج الى جعل، و كذلك صيرورة نقش مخصوص في القرطاس وجودا كتبيا للوجود الحقيقي تنزيلا و مجازا محتاج الى الجعل و المواضعة، و لا يصحّ كونهما وجودان مجازيان للوجود الحقيقي قبل الجعل و المواضعة، فيصير صوت و لفظ مخصوص أم نقش مخصوص وجودا تنزيليّا للشي‌ء بعد الجعل و المواضعة، و إلّا فمع‌

اسم الکتاب : المحجة في تقريرات الحجة المؤلف : الصافي الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست