responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحجة في تقريرات الحجة المؤلف : الصافي الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 112

على جاهل لفظ «قائم» يلتفت بالهيئة و النسبة مع عدم التفاته بالمادة أو بالعكس، و هذا دليل على صدق مدعانا، إذ لو كان اللفظ وضع واحد كيف يتصوّر فيه العلم و الجهل؟!

فاعلم أنّه بعد ما ثبت أنّ للمشتقات وضعين وضع لمادتها و وضع لهيئتها، فباعتبار المادة ينقسم بثلاثة أقسام: إمّا يؤخذ لا بشرط، و إمّا بشرط الشي‌ء، و إمّا بشرط لا، فإذا اخذت مادة المشتقّ لا بشرط يكون هو المبدأ و المصدر، و إذا اخذت بشرط لا يكون هو اسم المصدر، و إذ اخذت بشرط الشي‌ء يكون هو المشتق.

فظهر لك الفرق بين المصدر و اسم المصدر و المشتقات. و تحصّل أنّ بهذا المعنى الذي قلنا يكون المصدر من حيث إنّه لا بشرط مبدأ للمشتقّات، فمن قال بأن المصدر أصل في الكلام اذا كان مراده كذلك يكون قوله صحيحا و لا يرد عليه إشكال، و لا يمكن القول بأنّ اسم المصدر مبدأ للمشتقات، لأنّه اخذت بشرط لا و المشتقات اخذت بشرط الشى‌ء هذا من جهة المادة و وضعها. و أمّا الهيئة فإنّها يكون لها وضعا مستقلّا إلّا أنّها وضعت بالوضع النوعي و لم يكن لكلّ هيئة وضع مستقلّ، و كون الوضع في المشتق بنحو ما قلنا بالوضعين وضع للمادة و وضع للهيئة ممّا لا يكاد يخفى من تأمّل مختصرا.

ثمّ بعد ما ثبت لك أنّ للمشتقات وضعان باعتبار المادة و الهيئة فلا مجال للقول ببساطة مفهوم المشتقات بالمعنى الأوّل أعني يكون المقصود من المفهوم هو ما فهم من اللفظ لا الحقيقة و بحسب تطبيقه في الخارج فلا بد من القول بتركيب المفهوم، لأنّ المركب على ما عرّفوه عبارة عن لفظ يدلّ جزء لفظه على جزء معناه، و فيما نحن فيه يكون الأمر كذلك، لأنّ ما يفهم من الظالم مثلا بلحاظ المادة يدلّ على جزء معناه و بلحاظ الهيئة يدلّ على جزء آخر من معناه، و هذا معنى التركيب، غاية الأمر في بعض المركبات يكون لجزئه لفظ مستقلّ في مقابل جزئه الآخر، و في بعضه لا يكون‌

اسم الکتاب : المحجة في تقريرات الحجة المؤلف : الصافي الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست