responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاضرات - تقريرات المؤلف : الطاهري الاصفهاني، السيد جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 60

البسيطة و الّذي يحصل من ناحية التبادر و معلول له هو ذلك العلم المركب فالموقوف علي التبادر- أي ذلك العلم المركب الّذي هو عبارة عن معرفة الوضع تفصيلا- غير الّذي يكون التبادر موقوفا عليه، أي ذلك العلم الارتكازي البسيط و هو وجود صورة الارتباط بين اللفظ و المعنى في نفسه.

هذا كله في التبادر بالمعنى الأوّل اي الانسباق إلى نفسه و أمّا التبادر عند اهل المحاورة فلا إشكال فيه يحتاج إلى الجواب.

عقدان و حلّان‌

ثم ان هناك عويصة أخرى، و هى ان التبادر انما يفيد اذا علم كونه مستندا حاق اللفظ، و أمّا اذا احتمل استناده إلى قرينة في البين فلا يفيد، و حينئذ فكيف يمكن الاستناد إلى التبادر عند اهل المحاورة مع احتمال كونه مستندا إلى قرينة بينهم خفيت علي المستعلم؟!

لا يقال: ان احتمال وجود القرينة يرتفع باصالة عدمها.

لأنّه يقال: ان اصالة عدم القرينة انما تفيد في تشخيص إرادة الحقيقة و ان المتكلم اراد المعنى الحقيقى المعلوم دون حقيقة المراد و ان ما اراده المتكلم هو الحقيقة بعد معلومية المراد.

أقول: و نزيد اشكالا و هو ان الانسباق إلى نفس المستعلم أيضا يمكن ان يكون للانصراف إلى خصوص هذا الصنف مثلا بعد كون ما وضع له اللفظ اعم، و لا أصل يحرز عدمه، و مع احتماله لا يكون التبادر علامة الحقيقة.

و يمكن التفصى عن الأوّل بمنع عدم جريان الاصل في تشخيص حقيقة المراد كما قيل، فان ذلك أصل عقلائى يتبع فيه سيرة العقلاء، و هم كما ترى يبنون علي ان ما تبادر منه عند اهل المحاورة هو الحقيقة من دون اعتناء بذلك الاحتمال، و لذلك تراهم يتعلّمون اللغات الغريبة غير ما لهم من اللغة بالتوقف في المحيط الجديد برهة من الزمان و يأخذون معانى الألفاظ من ما يتفاهم بينهم. نعم لو كان الكلام مشحونا بما يصلح للقرينية فلا يجري الاصل لنفى احتمال قرينية الموجود، كما اذا قال: «رأيت اسدا يرمى» و تبادر منه عند اهل المحاورة الرجل الشجاع، و المستعلم لا يعلم ان ذلك لمكان قوله: «يرمى» أو

اسم الکتاب : المحاضرات - تقريرات المؤلف : الطاهري الاصفهاني، السيد جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست