responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 93

بأخيه العباس و قال له: إن الوزير أمرني بالقصف على هذا الفتى و قد علمت تشاغلي في دار أمير المؤمنين فاقبض عليه و قاصفه، فلما كان من غد تسلمني أحمد، ثم لم أزل و أيدي القوم تتداولني عشرة أيام لا أعرف خبر عيالي و صبياني في الأموات هم أم في الأحياء، فلما كان في اليوم العاشر دفعت في يدي الفضل فقصف علي، فلما كان في الحادي عشر جاءني خادم مع عشرة من الخدم فقالوا: قم عافاك اللّه فاخرج إلى عيالك بسلام. فقلت: وا ويلاه سلبت الدنانير و الصينية و قد تمزقت ثيابي و اتسخت و أخرج على هذه الحالة!إنا للّه و إنا إليه راجعون! فرفع لي الستر الأول و الثاني و الثالث و الرابع و الخامس و السادس، فقبل أن رفع السابع قال لي الخادم: تمن ما شئت، و رفع لي ستر عن حجرة كالشمس استقبلني منها رائحة العود و الند و نفحات المسك، و إذا أنا بصبياني يتقلبون في الحرير و الديباج و أنا قد حمل إلي ألف ألف درهم مبدرة و عشرة آلاف دينار و قبالتين بضيعتين و تلك الصينية مع الدنانير و البنادق، فبقيت يا أمير المؤمنين مع البرامكة في دورهم ثلاث عشرة سنة لا يعلم الناس أ من البرامكة أنا أم من بيت نار النوبهار أو رجل غريب اصطنعوني، فلما جاء القوم البلية و نزلت بهم من الرشيد النازلة قصدني عمرو بن مسعدة و ألزمني من الخراج في هاتين الضيعتين ما لا يفي دخلهما به، فلما تحامل علي الدهر كنت أنظر إلى خرابات القوم فأندبهم. فقال المأمون: علي بعمرو بن مسعدة، فلما أتي به قال له: يا عمرو أ تعرف الرجل؟قال: نعم هو من بعض صنائع البرامكة.

قال: كم ألزمته في ضيعته؟قال: كذا و كذا. قال: رد عليه كل ما استأديته إياه في سنيه و أوغر ضيعتيه تكونان له و لعقبه من بعده، فعلا نحيب الرجل بالبكاء يرثي البرامكة، فلما طال بكاؤه قال له المأمون: فمم بكاؤك و قد أحسنا إليك؟قال: يا أمير المؤمنين هذا أيضا من صنائع البرامكة، أ رأيتك يا أمير المؤمنين لو لم آت خرابات القوم فأبكيهم و أندبهم حتى اتصل خبري بأمير المؤمنين ففعل بي ما فعل من أين كنت أصل إلى ما وصلت إليه؟قال إبراهيم بن ميمون:

فلقد رأيت المأمون و قد دمعت عينه و اشتد حزنه على القوم و قال: صدقت لعمري هذه أيضا من صنائعهم، فعليهم فابك و إياهم فاشكر!

مساوئ قلة الوفاء و السعاية

يقال: إن رجلا رفع رقعة إلى عمر بن الخطاب، رحمه اللّه يسعى فيها ببعض أصحابه، فوقع فيها: تقربت إلينا بما باعدك من الرحمن و لا ثواب لمن آثر عليه.

قيل: و رفع منتصح رقعة إلى عبد الملك بن مروان، فوقع فيها: إن كنت كاذبا عاقبناك، و إن كنت صادقا مقتناك، و إن استقلتنا أقلناك. فاستقاله الرجل.

اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست