responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 77

تعالى؟قال: اللهم نعم. قال: أ فتعلم أن فينا خليفة اللّه المرتضى؟قال: اللهم نعم. قال: فأي شي‌ء يعدل هذه الخصال؟قال أبو العباس: اكفف عنه فو اللّه ما رأيت غلبة أنكر منها، و اللّه ما فرغت من كلامك يا أخا مضر حتى إنه سيعرج بسريري إلى السماء. ثم أمر لخالد بمائة ألف درهم.

و عن أبي بكر الهذلي قال: اجتمعنا عند أبي العباس أهل البصرة و أهل الكوفة و لم يكن من أهل البصرة غيري و كان من أهل الكوفة الحجاج بن أرطاة و الحسن بن زيد و ابن أبي ليلى فتذاكروا أهل الكوفة و أهل البصرة فقال ابن أبي ليلى: نحن و اللّه يا أمير المؤمنين. و كيف يكون لنا ذلك و لنا السّند و الهند و كرمان و مكران و الفرض و العرض و الديار و سعة الأنهار؟ فقال ابن أبي ليلى: نحن أعلم منهم علما و أكثر منهم فهما، يقر بذلك أهل البصرة لأهل الكوفة.

قلت: هم أكثر أنبياء و أقل أتقياء و أعظم كبرياء، منهم المغيرة الخبيث السريرة و بيان و أبو بيان، و تنسب فيهم الأنبياء و اللّه ما أتانا إلاّ نبي واحد. قال الحسن بن زيد: أنتم أصحاب علي يوم سرنا إليه لنقتله فك اللّه أيدينا عنه و سار إلى الكوفة فقتلوه فأيّنا أعظم ذنبا؟فقال الحجاج: و اللّه يا أمير المؤمنين لقد بلغني أن أهل البصرة كانوا يومئذ عشرين ألفا و كان أهل الكوفة خمسة آلاف، فلما التقت حلقتا البطان و أخذت الرجال أقرانها شدت خيلهم في صعيد واحد.

فقلت: و كيف يكون ذلك و خرجت ربيعة سامعة مطيعة تعين عليا و خرج الأحنف بن قيس في سعد و الرباب و هم السنام الأعظم و الجمهور الأكبر يعين عليا؟و لكن سل هؤلاء يا أمير المؤمنين كم كانت عدتهم يا أمير المؤمنين يوم استغاثوا بنا، فلما التقينا كانوا كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.

فقال ابن أبي ليلى: و اللّه يا أمير المؤمنين إنا لأشرف منهم أشرافا و أكثر منهم أسلافا.

قلت: معاذ اللّه يا أمير المؤمنين!هل كان في تميم الكوفة مثل الأحنف ابن قيس في تميم البصرة الذي فيه يقول الشاعر:

إذا الأبصار أبصرت ابن قيس # ظللن مهابة منه خشوعا

و هل كان في قيس الكوفة مثل قتيبة بن مسلم في قيس البصرة الذي يقول فيه الشاعر:

كلّ عام يحوي قتيبة نهبا # و يزيد الأموال مالا جديدا

دوّخ الصّغد [1] بالقبائل حتّى # ترك الصّغد بالعراء قعودا


[1] الصغد: اسم جبل.

اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست