اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم الجزء : 1 صفحة : 432
حمق الرجل؟قلت: يا أمير المؤمنين أمّا عند اللّه فعلامات كثيرة و أمّا عندي فإذا رأيت الرجل يحبّ الشاهلوج و يبغض البطّيخ علمت أنّه أحمق. قال: و هل تعرف صاحب هذه الصفة؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين الرستميّ أحد من هذه صفته. قال: فدخل الرستميّ على أمير المؤمنين، فقال له المأمون: ما تقول في البطّيخ الرّمسيّ؟قال: يا أمير المؤمنين يفسد المعدة و يلطخها و يرقّها، يرخي العصب و يرفع البخار إلى الرأس.
قال: لم أسألك عن فعله إنّما سألتك أ شهيّ هو؟قال: لا. قال: فما تقول في الشاهلوج؟قال: سمّاه كسرى سيّد أجناسه. قال: فالتفت المأمون إليّ و قال: الرجل الذي كنّا في حديثه أمس من تلامذة كسرى في الحمق.
قال: و دخل أبو طالب صاحب الطعام على المأمون و كان أحمق فقال: كان أبوك يا أبا خيرا لنا منك و أنت يا أبا ليس تعدنا و لا تبعث إلينا و نحن يا أبا تجارك و جيرانك. قال: فجعل المأمون لا يزيده على التبسّم.
قال: و قال مروان بن الحكم لرجل: إني أظنّك أحمق. فقال: ظنّ أو يقين؟قال: بل ظنّ. فقال: أحمق ما يكون الشيخ إذا استعمل ظنّه.
و ممّا قيل فيهم من الشعر:
يا ثابت العقل كم عاينت ذا حمق # الرّزق أغرى به من لازم الجرب
و إنّني واجد في النّاس واحدة # الرّزق أروغ شيء عن ذوي الأدب
و خصلة ليس فيها من يخالفني # الرّزق و النّوك [1] مقرونان في سبب
و لآخر:
أرى زمنا نوكاه أسعد أهله # على أنّه يشقى به كلّ عاقل