responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 423

ملك الترك و يسوّده بالصبر و المداد و يوهّمك أنّه ورم. و منهم السّكوت الذي يوهّمك أنّه لا يحسن أن يتكلّم. و منهم الكان و هو الذي يواضع القاص من أوّل الليل على أن يعطيه النصف أو الثلث فيتركه حتى إذا فرغ من الأخذ لنفسه اندفع هو فتكلّم.

و منهم المفلفل، الرفيقان يترافقان فإذا دخلا مدينة قصدا أنبل مسجد فيها فيقوم أحدهما في أوّل الصفّ فإذا سلّم الإمام صاح الذي في آخر الصفّ بالذي في أوّل الصفّ: يا فلان قل لهم. فيقول الآخر: قل لهم أنت أنا أيش. فيقول: قل ويحك و لا تستح. فلا يزالان كذلك و قد علّقا قلوب الناس ينتظرون ما يكون منهما، فإذا علما أنّهما قد علّقا القلوب تكلّما بحوائجهما و قال: نحن شريكان و كان معنا أحمال بزّ كنّا حملناها من فسطاط مصر نريد العراق فقطع علينا و قد بقينا على هذه الحال لا نحسن أن نسأل و ليست هذه صناعتنا. فيوهّمان الناس أنّهما قد ماتا من الحياء.

و منهم زكيم الحبشة الذي يأتيك و عليه درّاعة صوف مضرّبة مشقوقة من خلف و قدّام خفّ ثغريّ بلا سراويل يتشبّه بالغزاة. و منهم زكيم المرحومة المكافيف يجتمعون خمسة و ستّة و أقلّ و أكثر و قائدهم يبصر أدنى شي‌ء عينه مثل عين الخفّاش يقال له الاسطيل فهو يدعو و هم يؤمّنون. و منهم الكاغانيّ الذي يتجنّن أو يتصارع و يزبد حتى لا يشكّ أحد في جنونه و أنّه لا دواء له لشدّة ما ينزل به. و منهم القرسيّ و هو الذي يعصب ساقيه أو ذراعيه عصبا شديدا و يبيت على ذلك ليلة فإذا تورّم و احتقن فيه الدم مسحه بشي‌ء من صابون و دم الأخوين و قطر عليه من سمن البقر و أطبق عليه خرقة ثمّ كشف بعضه فلا يشكّ من رآه أنّه آكلة نعوذ باللّه منها. و منهم المشعّب الذي يحتال للصبيّ حين يولد بأن يزمنه أو يعميه ليسأل به الناس، و ربّما جاءت أمّه أو يجي‌ء أبوه فيتولّى ذلك فإمّا أن يكسبا به أو يكرياه، فإن كان عندهما ثقة و إلاّ أقام بالأولاد و الأجرة كفيلا. و منهم الفيلور و هو الذي يحتال لخصيتيه حتى يريك أنّه آدر و ربّما أراك أنّ بهما شرطا أو جرحا، و ربّما أراك ذلك في دبره، و تفعل المرأة ذلك بفرجها. و منهم الكاخان الغلام المكدّي إذا واجر و عليه مسحة من جمال و عمل العملين جميعا. و العوّاء الذي يسأل بين المغرب و العشاء و يطرّب في صوته. و منهم الاسطيل و هو المتعامي الذي إن شاء أراك أنّه أعمى و إن شاء أراك أنّه ممّن نزل في عينه الماء و إن شاء أراك أنّه لا يبصر. و منهم المزيديّ و هو الذي يدور و معه دريهمات يقول: هذه دريهمات قد جمعت لي في ثمن قطيفة فزيدوني فيها و رحمكم اللّه. و منهم المستعرض الذي يعارضك و هو ذو هيأة في ثياب صالحة يريك أنّه يستحيي من المسألة و يخاف أن يراه معرفة فيعرض لك اعتراضا و يكلّمك خفتا. و منهم المطيّن و هو الذي يطيّن نفسه من قرنه إلى قدمه و يأخذ البلاذر يريك أنّه يأكل البلاذر.

اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 423
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست