responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 367

فلم يجبهم الموكّل إلى ذلك و أخذ الفرس فجدع أذنيه و قطع ذنبه و غرّم كسرى مائة ضعف ما أفسد المركب من زرع الرجل و ردّه عليه.

و حكي عن بهرام جوبين أنّ رجلا من خاصّته في مسيره إلى ملك الترك أخذ من امرأة أكّار سبذ تبن‌ [1] ، فشكت ذلك إلى بهرام. فأمر بالرجل فضربت عنقه و دفع سلبه إلى المرأة بدلا من تبنها.

قيل: و بلغ من عدل كسرى أنوشروان أنّه اتّخذ وصيفتين و أمر أن تقوم واحدة عن يمينه و تقوم الأخرى عن شماله بأيديهما قضيبان من ذهب و هو جالس لينظر في أمور الناس. فكان إذا كاد أن يسهو حرّكتاه بالقضيب و قالتا له و الرعيّة يسمعون: أيّها الملك انتبه أنت مخلوق لا خالق، أنت عبد لا مولى، أنت فان لا باق ليس بينك و بين اللّه جلّ و عزّ قرابة فانظر لنفسك و انصف الناس. فمضى على هذا حتى أتاه اليقين.

و قال أردشير: تعطيل الحدود تضرية للمجرمين، و يوم العدل على الظالم أمرّ من يوم الظالم على المظلوم.

المدائني قال: مرّ رجل من الدهاقين أيّام زياد بحمار قد حمل عليه خمر، فأخذه الحرس و قالوا: أ لم تعلم أن الأمير قد نهى عن إدخال الخمر إلى مصر؟قال: بلى، و هذا الخمر للأمير.

فلمّا بلغ زيادا ذلك قال: هذا رجل احتال للوصول إليّ. فدعا به و قال: ما أمرك؟قال:

لي أرض عند نهر المرأة فيها نخل.

فأرسل ابن المرأة غلمانه ليصرموا بعض النخل فقلت لهم خذوا حاجتكم منها و لا تفسدوا، فأخذوا ما أرادوا و أتوه فأخبروه مقالتي، فأرسل إليّ و ضربني و عقر نخلي.

فأرسل زياد معه رجلا و قال له: انطلق به فإذا كنت قريبا من الأرض التي يذكر فسل من لقيت من رجل و امرأة عمّا يقول فإن اجتمعوا على مقالة واحدة و رأيت النخل قد عقر فخذ الذي أمر بقطعها فأجّله ثلاث ساعات، فإن أتاك بقيمة النخل لكلّ نخلة ألف درهم فخلّ سبيله، و إن مضت الثلاث الساعات و لم يأتك بذلك فاضرب عنقه و ائتني برأسه. و مضى الرسول فسأل فكان الأمر كما حكاه.

فأغرم قاطع النخل أربعين ألف درهم و حمل المال إلى زياد، فقال: لو أتيتني برأسه كان أحبّ إليّ. و دفع المال إلى صاحب النخل.


[1] سبذ: كلمة أعجمية يراد بها وزنا معلوما.

غ

اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 367
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست