responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 285

و السرق و شرب الخمر و الكذب، فأيّهنّ أحببت تركته لك سرّا. فقال: «دع الكذب» . فمضى الرجل فهمّ بالزناء فقال: يسألني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإن جحدت نقضت ما جعلته له و إن أقررت حددت، فلم يزن، ثمّ همّ بالسرقة و بشرب الخمر ففكر في مثل ذلك فرجع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال له، عليه السلام: «تركتهنّ أجمع» .

و من ملح الكذب قيل: إنّه كان بين يحيى بن خالد البرمكيّ و بين عبد اللّه بن مالك الخزاعي عداوة و تحاسد و كان كلّ واحد منهما ينتظر لصاحبه الدوائر، فلمّا ولي عبد اللّه بن مالك أذربيجان و أرمينية ضاق برجل ن الدهاقين بالعراق الأمر و تعذّرت عليه المطالب فحمل نفسه على أن افتعل على لسان يحيى بن خالد إلى عبد اللّه بن مالك بالوصاة به و أكّد بمعاونته كلّ التأكيد، و لم يعرف ما بينهما من التباعد، فشخص من مدينة السلام إلى أذربيجان و صار إلى باب عبد اللّه بن مالك بالكتاب، فأوصله الحاجب، فقال له عبد اللّه: أدخل صاحب هذا الكتاب. فأدخله. فقال له عبد اللّه: إن كتابك هذا مفتعل و لكنّك قد تجشّمت هذه الشقّة البعيدة و لسنا نخيبك. فقال الرجل: أمّا كتابي فليس بمفتعل و إن كنت إنّما تقصده بهذه التهمة لتصرفه فاللّه جلّ و عزّ حسبي و عليه أتوكّل. فقال عبد اللّه: أ فترى أن تحبس في دار و تزاح علّتك إلى أن أكتب و أستطلع الرأي و أعرف نبأ هذا الكتاب فإن كان مزوّرا عاقبتك و إن كان صحيحا خيرتك بين الصّلات و الولايات فأيّها اخترت سوّغتكه؟قال: نعم. فأمر عبد اللّه بحبسه و إزاحة علّته و كتب إلى وكيله بالعراق: إنّ رجلا يسمّى فلان ابن فلان أورد عليّ كتابا من أبي عليّ يحيى بن خالد البرمكي فتعرّف لي أمر هذا الكتاب و اكتب إليّ بالحال فيه.

فصار الوكيل بكتاب عبد اللّه إلى يحيى بن خالد فقرأه عليه، فدعا بالدواة و كتب إليه بخطّه: فلان من أخصّ من يليني و أوجبهم حقّا و قد أخبرني صاحبك بشكّك في أمره فأزل، جعلت فداك، الشكّ و ليكن صرفه إليّ معجلا بما يشبهك.

فلمّا خرج الوكيل قال يحيى لأصحابه: ما تقولون في رجل افتعل عليّ كتابا إلى عبد اللّه بن مالك وصل به من مدينة السلام إلى أذربيجان؟فقالوا جميعا: نرى أن تفضحه و تكشف ستره و تعلن أمره ليرتدع به غيره و يصير نكالا و أحدوثة للعالمين. قال: لا و اللّه، و هذا رأيكم؟قالوا: نعم. فقال: قبح اللّه هذا من رأي فما أقلّه و أنذله!ويحكم هذا رجل ضاق به الرزق فأمّل فيّ خيرا و وثق بي و شخص إلى أذربيجان مع بعد شقّتها و صعوبة طريقها أ تشيرون عليّ أن أحرمه ما أمّله فيّ حتى يسي‌ء ظنّه بي و قد عرفتم عبد اللّه و حاله عند أمير المؤمنين و أني لم أكن أحتال لهذه المنزلة إلاّ بالخطير من المال، أ فتريدون أن أردّ الأمر بيني و بينه بعد الألفة الواقعة إلى الحشمة؟هذا و اللّه النكد طول الأبد و غاية الضعف و نهاية أسباب الانتكاس!ثمّ

اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست