responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 283

بالكذب اتّهم في الصدق. و قيل: الصدق ميزان اللّه الذي يدور عليه العدل، و الكذب مكيال الشيطان الذي يدور عليه الجور.

و قال ابن السمّاك: ما أحسبني أؤجر على ترك الكذب لأني أتركه أنفة.

و قال الشعبيّ: عليك بالصدق حيث ترى أنّه يضرّك فإنّه ينفعك، و اجتنب الكذب حيث ترى أنّه ينفعك فإنّه يضرّك.

و عن أسماء بنت أبي بكر قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «لا يصلح الكذب إلاّ في ثلاث:

كذب الرجل لأهله ليرضيها، و إصلاح بين الناس، و كذب في حرب» [1] .

و قال بعض الحكماء: الصدق عزّ و الكذب خضوع.

و قال آخر: لو لم يترك العاقل الكذب إلاّ مروءة لقد كان حقيقا بذلك فكيف و فيه المأثم و العار!

و من المعروفين بالصدق أبو ذرّ الغفاري، قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء على أصدق ذي لهجة من أبي ذرّ» [2] .

و منهم العبّاس بن عبد المطلب، حدّثنا الحكم بن عيسى عن الأعمش عن الشعبيّ قال:

اطّلع العبّاس على النبيّ صلى اللّه عليه و سلم، و عنده جبريل، عليه السلام، فقال له جبريل، عليه السلام: هذا عمّك العبّاس؟قال: «نعم» . قال: إن اللّه جلّ و عزّ يأمرك أن تقرأ عليه السلام، و تعلمه أن اسمه عبد اللّه الصادق و أنّ له شفاعة يوم القيامة. فأخبره صلى اللّه عليه و سلم، بذلك، فتبسّم العبّاس. فقال له النبيّ صلى اللّه عليه و سلم: «إن شئت. خبرتك ممّا تبسّمت و إن شئت أن تقول فقل» . قال: بل تعلمني يا رسول اللّه. قال: «لأنّك لم تحلف يمينا في جاهليّة و لا إسلام برّة و لا فاجرة و لم تقل لسائل لا» . قال: و الذي بعثك بالحقّ ما تبسّمت إلاّ لذلك.

و منهم عليّ بن أبي طالب، رضي اللّه عنه، قال يوم النّهروان لأصحابه: شدّوا عليهم فو اللّه لا يقتلون عشرة و لا ينجو منهم عشرة.

فشدّوا عليهم فو اللّه ما قتل من أصحابه تمام عشرة و لا نجا منهم تمام عشرة.

ثمّ قال: اطلبوا ذا الثّديّة. فطلبوه فقالوا: لم نجده. فقال: و اللّه ما كذبت قطّ و لا كذبت، و اللّه لقد أخبرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أنّه يقتل مع شرّ جيل يقتلهم خير جيل. ثمّ دعا ببغلة


[1] ذكره الإمام أحمد في مسنده (6/461) و ذكره ابن عدي في الكامل في الضعفاء (7/2700) .

[2] ذكره الإمام أحمد في مسنده (2/175، 223) و ابن عدي في الكامل في الضعفاء (5/1816) .

اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست