responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 26

الأنهار؟قال: أما النهران الظاهران فالنيل و الفرات. و أما الباطنان فنهران في الجنة. ثم أتيت بإناءين من خمر و لبن فاخترت اللبن، فقيل لي: أصبت أصاب اللّه بك أمتك على الفطرة.

و فرضت علي خمسون صلاة فأقبلت بها حتى أتيت على موسى، عليه السلام، فقال:

بم أمرت؟قلت: بخمسين صلاة كل يوم، قال: أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت الناس قبلك و عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك جل و عز فاسأله التخفيف.

قال: فرجعت إلى ربي فحط عني خمسا، فأتيت على موسى، عليه السلام، فقال: بم أمرت؟فأنبأته بما حط عني فقال مثل مقالته الأولى، فما زلت بين يدي ربي جل و عز أستحط حتى رجعت إلى خمس صلوات، فأتيت موسى، عليه السلام، فقال: بما أمرت؟فقلت بخمس صلوات كل يوم.

فقال: أمتك لا يطيقون ذلك، فارجع إلى ربك جل ذكره و اسأله التخفيف، فقلت: لقد رجعت إلى ربي تبارك و تعالى حتى استحييت، لا و لكني أرضى و أسلم.

فلما جاوزت نوديت أني قد خففت عن عبادي و أمضيت عن عبادي فريضتي و جعلت بكل حسنة عشرا أمثالها» [1] .

و انظر إلى رونق ألفاظه، عليه السلام، و صحة معانيه و موضع ذلك من القلوب مع قلة تعميقه و بعده من التكلف كقوله صلى اللّه عليه و سلم: «زويت لي الأرض حياء فأريت مشارقها و مغاربها و سيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها» [2] .

قوله زويت جمعت، و مثله: «إن المسجد لينزوي من النخامة كما تنزوي الجلدة في النار» ، و لا يكون الانزواء إلا بانحراف مع تقبض.

و قال: «إن منبري هذا على ترعة من ترع الجنة» [3] ، و هي الروضة تكون في المكان المرتفع.

و قال: «إن قريشا قالت إني صنبور، و هي النخلة تبقى منفردة و يدق أصلها، تقول إنه فرد ليس له ولد فإذا مات انقطع ذكره» .

و قال أبو بكر رضي اللّه عنه: «ما أحد من الناس عرضت عليهم الإسلام إلا كانت له كبوة


[1] حديث المعراج أخرجه البخاري، كتاب بئر الوحي، باب ذكر الملائكة رقم الحديث (3207) ، ص 92، ج 4.

[2] ذكره العراقي في المغني عن حمل الأسفار (2/387) .

[3] ذكره الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (4/69) .

اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست