responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 18

فقال: اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف!اللهم اشدد وطأتك على مضر!فأمسك اللّه عز و جل عنهم القطر حتى مات الشجر و ذهب الثمر و قلت المراعي فماتت المواشي حتى اشتووا القد و أكلوا العلهز، فعند ذلك وفد حاجب بن زرارة إلى كسرى يشكو إليه الجهد و الأزل و يستأذنه في رعي السواد و هو حين ضمن عن قومه و أرهنه قوسه.

فلما أصاب مضر خاصة الجهد و نهكهم الأزل و بلغت الحجة مبلغها و انتهت الموعظة منتهاها دعا بفضله صلّى اللّه عليه و سلم، الذي كان نداهم به فسأل ربه عز و جل الخصب و إدرار الغيث فأتاهم منه ما هدم بيوتهم و منعهم حوائجهم، فكلموه في ذلك.

فقال: اللهم حوالينا و لا علينا، فأمطر اللّه ما حولهم و دعا صلّى اللّه عليه و سلم، على المستهزءين بكتاب اللّه عز و جل، و كانوا اثني عشر رجلا، فكفاه اللّه جل اسمه أمرهم، فقال: إِنََّا كَفَيْنََاكَ اَلْمُسْتَهْزِئِينَ [الحجر: 95]و قصة عامر بن الطفيل و دعائه عليه، و ناطقه صلّى اللّه عليه و سلم ذئب، و أظلته غمامة، و حن إليه عود المنبر، و أطعم عسكرا من ثريدة في جسم قطاة، و سقى عاما و وضأهم من ميضأة جسم صاع، و رسوخ قوائم فرس سراقة بن جعشم في الأرض و إطلاقه له بعد إذ أخذ موثقه، و مريه ضرع شاة حائل فعادت كالحامل، و التزاق الصخرة بيد أربد، و ما أراه اللّه عز و جل أبا جهل حين أهوى بالصخرة نحو رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو ساجد فظهر له فحل ليلقم رأسه فرمى بالصخرة و رجع يشد إلى أصحابه قد انتقع لونه، فقالوا له: ما بالك؟فقال: رأيت فحلا لم أر مثله يريد هامتي.

و أما ما أراه اللّه أعداءه من الآيات فأكثر من أن يحصى، منها ما رواه وهب بن منبه عن الليث بن سعد قال: أتى أربد بن ربيعة و عامر بن الطفيل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال أحدهما للآخر: أنا أشغله بالكلام حتى تقتله، فوقف أحدهما على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلما طال عليه انصرف فقال لصاحبه: ما صنعت شيئا؟

قال: رأيت عنده شيئا و رجله في الأرض و رأسه في السماء لو دنوت منه أهلكنى، و أما أربد فأصابته صاعقة، و أنزل اللّه تعالى: لَهُ مُعَقِّبََاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اَللََّهِ [الرعد: 11].

و أما عامر فإنه قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: لنا أهل الوبر و لكن أهل المدر، فقال صلى اللّه عليه و سلم، لكم الأعنة، فقال: لأملأنها خيلا عليكم و رجلا. فلما ولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «اللهم اكفنيه، فأخذته غدة فقتلته» .

و عن محمد بن عبد اللّه قال: بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قائم يصلي إذ رآه أبو جهل فقال لنفر من‌

اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست