responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 47

للإنسان ، إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّه يجعل ذلك مقياساً لجميع التقسيمات الطبقية . ونحن نعتقد أنّ هذا النوع من التفسير الاجتماعي لا ينطبق مع وجهة النظر الإسلامية حول الإنسان والعالم والمجتمع ، وأنّ منشأ ذلك هو النظرة السطحية للمباحث القرآنية . إلى هنا نكتفي في البحث عن ذلك ، وسيأتي تفصيله في مباحث التاريخ تحت عنوان ( هل التاريخ بطبعه مادي أم لا ؟ ) .

إتحاد المجتمعات في الماهيّة واختلافها :

البحث عن هذا الموضوع ـ كما مرّت الإشارة إليه ـ ضروري لكل مدرسة اجتماعية ؛ إذ بذلك يتّضح أنّه هل يمكن افتراض إيديولوجية موحّدة لجميع المجتمعات البشرية ، أو لا بد من تنوّع الأيديولوجيات حسب تنوّع المجتمعات ، وأنّ كل قوم وكل شعب وكل حضارة وثقافة له إيديولوجية معيّنة ؟ وذلك لأنّ الإيديولوجية عبارة عن مجموعة من النظريات والطرق التي تسوق المجتمع إلى كماله وسعادته . ومن جهة أُخرى نجد أنّ كل نوع من الموجودات الحيّة له خواصه وآثاره وإمكانيّاته المختصة به ، ويسير نحو كماله وسعادته المختصين به ، فلا يمكن أن يكون كمال الفرس وسعادته ـ مثلاً ـ بعينه كمال الإنسان وسعادته .

إذن فلو كانت المجتمعات ـ والمفروض أنّها أصيلة وواقعية ـ كلها من نوع واحد ، وطبيعة وماهيّة واحدة أمكن أن تكون لها جميعاً إيديولوجية واحدة ، حيث إنّ الاختلافات الموجودة فيها لا تتعدّى الاختلافات الفردية في النوع الواحد ، وكل إيديولوجية يمكن تعميمها في حدود الاختلافات الفردية ، وأمّا إذا كانت المجتمعات مختلفة في ماهيّتها وطبيعتها ونوعيّتها ؛ كانت بالطبع مختلفة في كمالها وسعادتها ونظامها

اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست