اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 422
المثل الأعلى الحق يوحّد المجتمع البشري ، ويلغي الفوارق والحدود ، ولشموليته فهو يستوعب كل الحدود والفوارق ، ويهضم كل الاختلافات ، ويصهر البشرية كلّها في وحدة متكافئة ، لا يوجد ما يميّز بعضها عن بعض : من دم ، أو جنس ، أو قومية ، أو حدود جغرافية ، أو طبقية .
المثل الأعلى الحق بشموليته يوحّد البشرية ، ولكنّ المثل العليا المنخفضة تجزّئ البشرية وتشتّتها .
هذا هو منطق شمولية المثل الأعلى ، لا يعترف بحدٍ وبحاجزٍ في داخل هذه الأُسرة البشرية .
والقرآن الكريم يتحدّث عن المثل الأعلى المنخفض في مجتمع الظلم فيقول : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً )[3] .
فرعون ، المثل الأعلى المنخفض ، بل الفرعونية على مرّ التاريخ تبني العلاقات بين الإنسان وأخيه الإنسان على أساس الظلم والاستغلال .
الفرعونية تجزّئ المجتمع ، وتبعثر إمكانياته وطاقاته ، ومن هنا تهدر ما في الإنسان من قدرة على الإبداع والنمو الطبيعي على ساحة علاقات الإنسان مع الطبيعة . وعملية التجزئة الفرعونية للمجتمع تقسّم المجتمع إلى فصائل وجماعات وطوائف :