responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 422

المثل الأعلى الحق يوحّد المجتمع البشري ، ويلغي الفوارق والحدود ، ولشموليته فهو يستوعب كل الحدود والفوارق ، ويهضم كل الاختلافات ، ويصهر البشرية كلّها في وحدة متكافئة ، لا يوجد ما يميّز بعضها عن بعض : من دم ، أو جنس ، أو قومية ، أو حدود جغرافية ، أو طبقية .

المثل الأعلى الحق بشموليته يوحّد البشرية ، ولكنّ المثل العليا المنخفضة تجزّئ البشرية وتشتّتها .

يقول المثل الأعلى الحق :

( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) [1] .

( وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ) [2] .

هذا هو منطق شمولية المثل الأعلى ، لا يعترف بحدٍ وبحاجزٍ في داخل هذه الأُسرة البشرية .

والقرآن الكريم يتحدّث عن المثل الأعلى المنخفض في مجتمع الظلم فيقول : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً ) [3] .

فرعون ، المثل الأعلى المنخفض ، بل الفرعونية على مرّ التاريخ تبني العلاقات بين الإنسان وأخيه الإنسان على أساس الظلم والاستغلال .

الفرعونية تجزّئ المجتمع ، وتبعثر إمكانياته وطاقاته ، ومن هنا تهدر ما في الإنسان من قدرة على الإبداع والنمو الطبيعي على ساحة علاقات الإنسان مع الطبيعة . وعملية التجزئة الفرعونية للمجتمع تقسّم المجتمع إلى فصائل وجماعات وطوائف :


[1] الأنبياء : 92 .

[2] المؤمنون : 52 .

[3] القصص : 4 .

اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 422
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست