responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 419

هذه الآية الكريمة تشير إلى هذه العلاقة ، وتوضح أنّ تمكّن الإنسانية من الطبيعة ، وتوصّلها إلى وسائل إنتاج أقوى وأوسع ، لهما انعكاسات على حقل علاقات الإنسان مع أخيه الإنسان . هذه الانعكاسات تتمثّل على شكل إمكانات وإغراءات وفتح شهيّة للأقوياء كي يستثمر أداة الإنتاج في سبيل استغلال الضعفاء .

المجتمع الذي يعيش على الصيد باليد والحجارة والهراوة ، لا تستطيع بذور الأقوياء وبذور الوحوش فيه غالباً أن تمارس دوراً خطيراً من الاستغلال الاجتماعي ؛ لأنّ الإنتاج محدود والقدرة محدودة ، ولا يكسب الإنسان فيه عادة بعرق جبينه إلاّ قوت يومه ، فلا توجد في مثل هذا المجتمع إمكانية الاستغلال بشكله الاجتماعي الواسع ، وإن وُجدت ألوان أُخرى من الاستغلال الفردي .

أمّا المجتمع المتطوّر ، الذي استطاع فيه الإنسان أن يُخضع الطبيعة لإرادته ، ففيه الآلة البخارية والآلة الكهربائية المعقّدة المتطوّرة الصنع . وهذه الآلة توفّر إمكانية الاستغلال على ساحة علاقات الإنسان بأخيه الإنسان ، أو تشكّل حسب مصطلح الفلاسفة ما بالقوّة للاستغلال ، ويبقى أن يخرج ما بالقوّة إلى ما بالفعل ، وذلك على عهدة الإنسان ودوره التاريخي على الساحة الاجتماعية .

الإنسان هو الذي يصنع الاستغلال ، وهو الذي يفرز النظام الرأسمالي المستغل حينما يجد الآلة البخارية والكهربائية ، لكنّ الآلة البخارية والكهربائية هي التي تعطيه إمكانية هذا الاستغلال ، وهي التي تهيّئ له فرصة تفتح شهيّته وتوقظ مشاعره ، وتحرّك جدله وتناقضه الداخلي ، من أجل أن يفرز صيغة تتناسب مع ما يوجد على الساحة من

اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 419
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست